أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقـــة الواحدة والعشرون بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الواحدة والعشرون بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

توحيد الرُّبوبيَّة :

وتوحيد الرُّبوبية مُرَّكب من كلمتين: توحيد وربوبية، وعرفنا معنى كلمة التوحيد، وأمَّا الرُّبوبيَّة مأخوذة من الرَّب، وكلمة الرَّب في اللغة لها أربعة معان:

الأول: مالك الشَّيء وصاحبه.

الثاني: السَّيد المطاع.

الثالث: المصلح للشَّيء.

الرابع: التَّربية والإنشاء.

وفي الشرع: توحيد الله بأفعاله والخلق والملك والتدبير، فمن أصول

أهل الإيمان أن يَعتقِد المسلم أنَّ الخالق هو الله وحده، والملك له، والنفع والضر منه ، ومن اعتقاد أنَّ لله مشارك في هذه الأشياء، أنَّه يَرزق أو يضرّ أو ينفع غير الله، فهذا مشرك في الرُّبوبية، ومن قال مُطِرنا بنوء كذا، فهو مشرك بالرُّبوبية، ومن قال: أنَّ الدُّنيا والآخرة للإمام، كما يقول الإمامية الرَّافضة، كما جاء في كتاب الكافي الذي يُقدِّسونه، فهذا شرك الربوبية، ومن قال إنَّ الولي يتصرف في الكون وينفع ويَضرُّ، هذا شرك في الربوبية، كما قال غلاة  الصُّوفية، ومن قال فإنَّ من جودك الدنيا وضرتها أي: الآخرة، ومن علومك -"من" للتَّبعيض- علم اللوح  والقلم هذا شرك في الربوبية.

الفطرة والعقل يثبتان توحيد الرُّبوبية :

فأما بالنُّسبة لتوحيد الرُّبوبية فإنَّ الفطرة تدلُّ عليه، والفطرة كما عرفناها سابقاً هي الإسلام على القول الراجح، وأنَّ كلَّ مولدٍ يُولد عليها، وأنَّ الله فَطَر كلَّ مولدٍ على معرفته وعلى توحيده لو عُرضت عليه، ولو تُرك من غير أيّ مؤثرات خارجية يبقى على الإسلام والتَّوحيد، ولكن لا يعني ذلك أنَّ الفِطرة تُفِهم الإنسانَ كلَّ شيءٍ! وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لا تَعْلَمُونَ شَيْئًا [النحل: 78].

لكن الأصل أنَّ الله واحدٌ، وأنَّ الله فوق، وأنه يُوجد خالقٌ مدبرٌ، اللُّجوء إليه في الشِّدة، فهذا كله يُدرَك بالفطرة، وأمَّا التَّفَاصيل فالفطرة لا تستَقِّل بمعرفتها، قلنا سابقاً الفطرة مصدر ثانوي مساند، لكن القُرآن والسُّنَّة هو المصدر الأساس، والعقل كذلك يُثبِت وجودَ الله وربوبيته، والعبد مجبولٌ على اللُّجوء إلى الله في المحن.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته