أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة التاسعة عشرة بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
فهذه الحلقة التاسعة عشرة بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :
توحيد الأُلوهية :
المنحرفون في القضاء والقدر، وشاتم الرَّسول، وأشياء كثيرة أخرى، وحتى في قضايا السلوكيات ألَّف كتاب الاستقامة،وأنكر على الصوفية في مسائل كثيرة جداً،لكن انصبَّ جُهدَه في أكثرما وقع الانحراف فيه في عصره
الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله ألّف كتاب التوحيد، إذا أخذت هذا الكتاب فهل تَجِده وزَّع الكلام بنُسَب متساوية في الربوبية والأُلوهية والأسماء والصفات؟ لا، لأنَّ أكثر مشاكل عصره في قضية الأُلوهية، وذلك تجد أكثر عناوين كتاب التوحيد في هذه القضية.
فالداعية المصلح الذي يسير على خُطى الأنبياء يعرض الدِّين كاملاً، حتى يفهمونه النَّاس، فلا يعرض لهم مقطعاً واحداً من الدِّين ويهمل الباقي، ويكون الجُهدُ الأكثرُ في الإنكار في قضية المعصية أو المُنكر الموجود في عصره، وقد لا يكون منكراً واحداً، او المُشكلة واحدة، يمكن تكون المشاكل كثيرة، كحال النَّاس اليوم واقعون في مشاكل كثيرةٍ جداً، فهل من الحكمة أن تقول أُريد أنَّ أُخَصِّص عشرين خطبةً في قضية خَلق القرآن، في هذا العصر: فهل يوجد من يُؤَلِّف وينشُر في قضية خلق القرآن، وأن القرآن مخلوق؟ لكن في عصر الإمام أحمد يكاد أنَّ يكون هذا أكبر مُنكرٍ ظَهر، ولذلك خَصَّصَّ له جهداً عظيماً في الإنكار، ومَرَّت سنوات من المعارك بينه وبين خصومه، في السجن وخارج السجن وفي التألِيف والفتاوى؛ لأن القضية كانت منتشرة، فلذلك لو شخص في بلد فيها قبوريات وأضرحة، فيَصُب عليها التَّركيز، وآخر عندهم قضية شرك لله في مسألة القوانين الوضعية والدَّساتير المخالِفة للشريعة، ويعطون البرلمان حق التشريع، ويُقَاطعون مواد مخالفة للدين، فيصب الجهد على قضية أنَّ الحكم لله، ومحاربة قضية الحكم بغير ما أنزل الله، وإذا كان في بلد فيها مثلاً الصوفية كثُر جداً ووحدة الوجود، سيتكلم عن هذا الموضوع ويخصُّه بمزيد من العناية، وهكذا يكون منهج الدَّعوة وهي: استعمال الجهد في الأولويات، فهذه مهمة جداً، مع عَرض شامل للدِّين، حتى لا يفهم الناس أنَّ الدِّين كُلّه هو أنك لا تعبد القبور، ولا أنَّ الدِّين كله أنك لا تقول البدع بالأذكار، ولا أنَّ الدِّين هو فقط أن الحكم فقط بما أنزل الله، فلازم نعرض الدين شاملاً، لكن يجب أن نحاور ونُؤلِّف ونُحاضر ونخطب في المجالس على المنكرات التي يكون الناس واقعين فيها ومنتشرة في أوساطهم بكثرة، ومن سوء عصرنا هذا أنَّ أكثر شيء مُنتَشِر في هذا العالم هي قضية العولمة، وهذه سيكون لها تأثير حتى في قضايا عرض الدِّين والتَّوحيد والعقيدة والدعوة، فقبل العولمة كان الشَّخص في القرية أو في بلد ما يتكلَّم على مشكلات واقعه في العقيدة والدِّين والأخلاق وفي العبادات وفي الأذكار، يتكلم على المشكلة المعينة، لكن لما تتعولم المسألة وتتكوكب -كما يقولون- ويصير كل الذي عند غيرنا عندنا والذي عندنا عند غيرنا، فتصير القضية مُعقَّدةً أضعافاً مضاعفة؛ لأن الناس يطَّلِعون على كل شيء بسهولة، على كل كفرٍ ومنكر في الأرض، فالفضائيات تنقل السِّحر والشعوذة، والقبوريات، والطريقة الرفاعية، والدَّساتير الغربية، والتَّشبُّه بالكفار، والرذائل، وعرض الأزياء، ومسابقات ملكات الجمال، وكلُّ شيءٍ سَيء، فالآن بالعولمة ستصبح عملية الدَّعوة والإنكار والبيان والعمل ومقاومة المنكرات العقدية والأخلاقية قضية شاملة.
اليوم حتى في القرية أصبحوا يرون ويسمعون كل شيء، صار الشخص يدخل على الإنترنت ويفتح كلَّ المواقِع، الكفر والانحلال والزَّندقة والرذائل، يطَّلِع على كل شيء، فما وقفت الآن على منكر معين أو على نوع معين، في أثناء التخطيط الاستراتيجي الدعوي.
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته