أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة السابعة عشرة بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة عشرة بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

مفهوم التَّوحيد عن أهل السُّنَّة والجماعة :

أهل السُّنَّة والجماعة -كما قلنا بتأمل دعوة الرسل والآيات والأحاديث- نجد أن التَّوحيد نوعان: إثبات حقيقة ذات الرب عز وجل وصفاته وأفعاله وأسمائه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ[الشورى: 11].

والثاني: توحيد الطلب والقصد من قِبل العباد، والأول: ممكن نقول: هو توحيد الربوبية والأسماء والصفات.

والثاني: هو توحيد الألوهية، على أحد التقسيمات.

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمة الله تعالى عليه: "ومن يتأمل دعوة الرسل عليهم  الصلاة والسلام وحال الأمم الذين دعتهم الرَّسل يتضح له أن التَّوحيد الذي دعوا إليه ثلاثة أنواع: نوعان أقر بهما المُشركون فلم يدخلوا بهما في الإسلام" -مع أنهم أقرّوا بهما لكن لا يكفي هذا دخولهم في الإسلام وعصمة دمائهم- وهو أنهم آمنوا بتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات". [مجموع فتاوى ابن باز: 2/34].

والنوع الثالث: وهو توحيد العبادة، وهذا الذي وقع فيه النِّزاع المسلَّح وغير المسلَّح بين الرُّسل وأقوامهم.

بعض العلماء جعلوا توحيد الأسماء والصفات نوعين: توحيد الأسماء وتوحيد الصفات، كما جعل ذلك ابن المنذر رحمه الله، وعليه فلا مشاحة في الاصطلاح، وفي التقسيم إنَّما هي قضية فنية.

الرّد على من ينكر تقسيم التَّوحيد :

وإنكار هؤلاء المبتدعة للتَّقسيم، وأنَّ هذا ما جاء به، الرُّسل وليس عليه دليل، لكن نظرنا في النصوص فوجدنا فيها توحيد الله بأفعاله، ووجدنا فيها توحيد الله بأفعال العباد، ووجدنا فيها توحيد الرَّب بالأسماء والصِّفات، إذاً القضية قضية استقرائية من القرآن والسُّنة، فمثلاً توحيد الرُّبوبية أو توحيد الله بأفعاله وهو إفراد الله، إفراد الله بالملك والخلق والتدبير، أن نعتقد توحيد الرَّبوبية أنَّ الله لا خالق غيره ولا مدبر سواه، قال : أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ[الأعراف: 54].

لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[الشورى: 49]، ولما يُقدِّم شيئاً من حقه أن يؤخر في اللغة، يدلُّ ذلك على الحَصر، فإذا قال: لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ[الشورى: 49]. فأصل العبارة: مُلكُ السَّموات والأرض لله، فملك مبتدأ فقدَّمه في البداية، إذا أخرت ما حقه التَّقديم لا بُّد يدلُّ على شيء، بأن قلت: لله ملك معناها: يدل على اختصاص الملك لله ، لو قال قائل: كذلك البشر يملكون، نقول: يكون مُلكه ناقصٌ، فقد يملكه ولا يستطيع أن يتصرَّف فيه، يُحجر عليه أو يُمنع، أو يأتي ظالم يعتدي عليه، فإذاً ملك البشر مُلكٌ ناقصٌ، نحن نتكلم عن الملك التام  لله.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته