أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة السادسة عشرة بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة عشرة بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

مسألة تقسيم التَّوحيد : مفهوم التَّوحيد عند غلاة الصُّوفيَّة :

الطائفة الثانية التي ضلّت في التَّوحيد: الاتحادية من غلاة الصوفية ، فما هو التوحيد عندهم؟ قالوا: أنَّ الحقَّ هو عين الخَلق، كل ما تَرى بعينك فهو الله، فالكون هو الله، والحقُّ هو عين الخلق، فالخلق يساوي الخالق، هذا التَّوحيد عندهم، وهذا نظير النَّصارى في كُفرهم، بلَّ أعظم من كفر النَّصارى؛ لأنَّ النَّصارى خصوه في المسيح، وقالوا: المسيح هو الله، وهؤلاء عَمَّوا به كل الخلق، وقالوا: لا يوجد فرقٌ بين:

الرب عبدٌ والعبد ربُّ يا ليت شعري من المكلَف

إن قلت عبدٌ فذاك ربُّ  وإن قلت ربٌ أنا يُكلَف

وما الكلب والخنزير إلا إلهُنا   وما الله إلا راهبٌ في كنيسة

تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا، هذا فكلُّ شيء تراه هو الله، وأنَّ موسى أخطأ لما أنَكر على فرعون عندما قال: أنا ربُّ العالمين، وهؤلاء لا فرق عندهم بين عبادة الرحمن وعبادة الأوثان؛ لأنك إذا عبدت أوثاناً فأنت تعبد الله؛ لأنَّ الأوثان هذه من الخلق والخلق كُلُّه هو الخالق، وهذا أكثر من كفر النَّصارى، وهؤلاء طوائف يدَّعُون الإسلام من الصُّوفية، ويقولون نحن مسلمون نحن نوحِّد، فكلُّ شيءٍ هو الله، يقول عبد الكريم الجيلي في كتابه اللسان الكامل: "أضلُّ النَّاس المحمديون -انظر إلى كفره سبحان الله- يقول: أضلُّ النَّاس المحمديون، وأهدى منهم الثَّانوية، الذين يقولون في إِلَهَيْنِ، وأهدى منهم المثلثون النصارى، وأهدى منهم من يرى ربه ويعبده في كل شيء".

مفهوم التَّوحيد عند الجهمية :

وأما التَّوحيد عند الجهمية: فهو نفي الصِّفات، ولهذا قال ابن القيم رحمه الله: "إن التوحيد عندهم هو المبالغة في إنكار التوحيد الذي بعث الله به الرسل، وأنزل به الكتب"[مدارج السالكين: 3/448].

الجهمية عندهم التوحيد هو نفي الصفات، وهذا في الحقيقة تعطِيل؛ لأنَّه لا يُتَصوَّر: وجود ذات من غير صفات، وقول الجهمية هو الذي أدى إلى مذهب الاتحاد والحلول، ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن نفي الجهمية للعلو أوقع الاتحادية في القول بوحدانية الوجود" [مجموع الفتاوى: 2/367].

لما قالوا أنَّ الله ليس في العلو، وأنَّه في كلِّ مكان، هذا القول الذي أدَّى إلى وجود قول: وحدانية الوجود، هذا الانحراف نفيُّ العلو.

مفهوم التَّوحيد عن القدريَّة :

والتوحيد عند القدرية: هو إنكار قَدرَ الله، وإنكار مشيئة الله، سموا ذلك عدلاً، ومتأخروا القدريَّة ضمَّوا إلى مذهبهم هذا المنحرف توحيد الجهمية: وهو نفي الصفات، فقالوا: التَّوحيد عندنا نفي الصفات، ونفي مشيئة الله وقدرته، أو نفي عِلمه وأنَّه لم يعلم الأشياء، وقالوا: نحن أهل العدل والتَّوحيد.

مفهوم التَّوحيد عند الجبرية :

وأما التَّوحيد عند الجبريَّة فقالوا: إنَّ العِباد غير فاعلين، فكل شيء هو من أفعال الله، والعَبد مجبورٌ، فلا مشيئة ولا اختيار، وهذه مقالة خارجة عن الإسلام.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته