أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة الرابعة عشرة بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الرابعة عشرة بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :العقيدة هي التوحيد:

التَّوحيد في السُّنَّة :

وأما في سُنَّة النَّبي ﷺ: فإنَّ النَّبي ﷺ أخبر أنَّه بُعث بالحنفية السمحاء وهي التوحيد، وأنَّه كذلك بُعث به إلى الناس

كافة: يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا [رواه أحمد: 16023، وابن حِبَّان: 6562، وابن خزيمة: 159، والطبراني: 4584، وصححه الألباني في صحيح السيرة النبوية: 1/143].

وأنه بعث به رسله إلى الناس كما أرسل معاذ إلى أهل اليمن بالتوحيد[رواه البخاري: 1395]، وأرسل بالتوحيد كتباً إلى الملوك كما أرسل إلى هرقل: أدعوك بدعاء الإسلام أسلم تسلم، يؤتك الله أجرك مرتين[رواه البخاري: 7، ومسلم: 1773].

علمه الوفود كما جاءه وفد علمهم، كما جاء وفد عبد القيس قال: أتدرون ما الإيمان بالله وحده؟ قالوا: الله والرسول أعلم، قال: شهادة أن لا إله إلا الله[رواه البخاري: 53]. وكذلك قاتل النَّاس على التوحيد، أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله [رواه البخاري: 392، ومسلم 20]. وكذلك بايع  على التوحيد كما قال جرير: بايَعت رسول الله ﷺ على شهادة أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وأنَّ مُحَمَّداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والسمع والطاعة، والنصح لكل مسلم [رواه البخاري: 2157]. وكذلك في سائر شؤونه عليه السلام كان يُرَبِّي أصحابَه على التَّوحيد، وهذه سورة الفاتحة التي يُقرأ بها في الصَّلاة هي توحيد من أولها إلى آخرها، سواء كان توحيد الربوبية أو توحيد الألوهية أو توحيد الأسماء والصفات، وكذلك فإنَّه من تتبَّع الأذكار التي علَّمها ﷺ لأُمته عندما يقومون من النَّوم وعندما ينامون، وعند طعامهم، وعند كربهم، وعند سفرهم، وعند فطرهم في الصيام، وعند المجلس الذي يقومون منه الذي كثر فيه الغلط، وهكذا كلها تُذَكِّر العبد بالتَّوحيد في سائر أذكار اليوم والليلة.

من معاني التَّوحيد :

أما بالنُّسبة لإطلاق التَّوحيد،فإنَّ التَّوحيد يُطلَق بعدة إطلاقات:

فأما بالنُّسبة لإطلاق التَّوحيد على الأعمال، فقد يُقسَّم على ثلاثة أقسام: توحيد القلب، وتوحيد العمل، وتوحيد القول.

توحيد القلب :

وإذا قلت أنَّ توحيد القلب ينقسم إلى: قول القلب، وعمل القلب، فقول القَلب: هو التصديق، وعمل القلب: هو الحب والخضوع والانقياد والمحبة والرجاء والحياء وغير ذلك، فيكون توحيد القلب قولاً وعملاً، وبَقِي تَوحيد الجوارح، فإذا قلت توحيد القلب، أو توحيد القول، أو توحيد العمل: هذا أيضاً واضحٌ وسائغٌ ولا بأس به، وقلنا: توحيد القلب يكون بالتصديق قولاً قول القلب، وعمل القلب يكون بالحب والخوف والرجاء ونحو ذلك، وأما تَوحيد العمل بالجوارح قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ[الأنعام: 162]. فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ[الكوثر: 2]. توحيد بأعمال الجوارح.

هل ممكن نقول: أن التوحيد ينقسم إلى توحيد قول وتوحيد عمل؟ ممكن أيضاً، وتفصيلاً يكون أربعة، توحيد القول باللسان، وتوحيد القول بالقلب، توحيد العمل بالقلب، توحيد العمل بالجوارح، وهذه الأقسام متلازمة لا ينفَك بعضها عن بعض، ولا يمكن لشخص أنَّ يوحِّد بجوارحه وهو مشرك ويصلي.

توحيد المعرفة والاثبات :

وكذلك يمكن أن يُقسَّم التَّوحيد من جهة أخرى من النَّاحية اللفظية إلى توحيد في المعرفة والإثبات، وتوحيد في القَصد والطَلب، فيكون التَّوحيد: توحيد المعرفة والإثبات شاملاً لتوحيد اللسان، وهو قول اللسان، وللبعض توحيد القلب وهو التصديق، وتوحيد القصد والطلب كذلك توحيد القصد والطلب شاملاً لبعض توحيد القلب ولأعمال الجوارح.

ممكن نقسم التوحيد أيضاً باعتبار آخر فنقول: توحيد الله بأفعاله، وتوحيد الله بأفعال المكلفين، فتوحيد الله بأفعاله وكماله وأسمائه وصفاته، وتوحيد الله بأفعال المُكَلَّفين، مثل: صلاتنا، نذرنا له فقط، وهكذا. ممكن يُقسم التوحيد باعتبار آخر: توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته