أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة الثانية عشرة بعد المائتين بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية عشرة بعدالمائتين في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :العقيدة هي التوحيد:

العقيدة الصحيحة تتضمن أموراً كثيرة وعلى رأسها التوحيد، وقلنا أنَّ العقيدة هي التوحيد، وأن السَّلف يُطلِقون على العقيدة الصحيحة عدة أسماء ومن ذلك التوحيد، فما هو تعريفه؟ وما هي أنواعه وأقسامه؟

تعريف التوحيد لغةً:

قال ابن فارس رحمه الله: "التوحيد الواو والحاء والدال: أصل واحد، يدل على الانفراد" [معجم مقاييس اللغة: 6/68].

وقال الجوهري رحمه الله: الوحدة: الانفراد، تقول: رأيته وحده. [الصحاح في اللغة: 2/109].

كذلك قال الأزهري رحمه الله قال الليث: الوَحَد: المنفرد. [تهذيب اللغة: 2/169].

وقال أبو العباس: يحتمل أيضاً أن يكون الرجل في نفسه منفرداً

كأنك قلت رأيت رجلاً منفرداً، ثم وضعت وحده موضعه. [لسان

العرب: 3/446].

ولا يضاف إلا في قولهم: فلان نسيب وحده، ويقال: وحده وأحده كما يقال ثناه وثلثه، ورجل وحد ووحِد ووحيد أي منفرد، وسأل عن الآحاد أهي جمع أحد؟ فقال: معاذ الله! ليس للأحد جمع ولكن إن جعلته جمع الواحد آحاد فهو محتمل كشاهد وأشهاد. [تاج العروس: 7/376].

الأحد أصله الوَحَد ويقال: الفرق بين الواحد والأحد أن الأحد بُني لنفي ما يُذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد. [تاج العروس: 9/264].

وقال الأزهري وأما اسم الله جل ثناءه أحد فإنه لا يوصف شيء بالأحدية غيره، فلا يقال رجل أحد، ولا درهم أحد، كما يقال رجل وحد أي فرد؛ لأن أحداً صفة من صفات الله التي استأثر بها فلا يُشركه فيها شيء[تهذيب اللغة: 2/171].

والواحد في صفة الله معناه أنه لا ثاني له. [تاج العروس: 9/269].

والتوحيد مشتق من الفعل وَحد، أي جعله واحداً، وحد توحيد، وكذلك فإن التوحيد يكون بالاعتقاد والقصد والإرادة والجوارح، وقال قوام السنة وهو إسماعيل الطلحي رحمه الله وكان من أئمة أهل السنة: التوحيد على وزن التفعيل مصدر وحدته توحيداً كما تقول كلمته تكليماً وهذا النوع يأتي متعدياً إلا أحرفاً -يعني: مواضع يسيرة جاءت لازمة- ولهذا الفعل معنيان: أحدهما تكثير الفعل وتكريره، والمبالغة فيه، فإذا قلت وحدت يعني: وحدت ووحدت ووحدت كما تقول كسَّرت وغلَّقت وفتَّحت، إذا أكثَرتُ من الفَتح والغَلق والكسر، فتقول: كسَّرت، وفتَّحت، وغلَّقت، أكثرت من القيام بالفعل، فإذاً وحَّدت أكثرت من القيام بالتوحيد، والوجه الثاني وقوعه مرة واحدة كقوله: غديت فلان وعشَّيته وكلَّمته، فيُستعمل هنا على المرة الواحدة، ومعنى وحدته يعني جعلته منفرداً عما يشاركه أو يشبهه، جعلته منفرداً عما يشاركه أو يشبهه، والتشديد فيه للمبالغة، فإذاً: وحدّ يوحد توحيداً، جعل الشيء واحداً. [الحجة في بيان المحجة:1/305-306].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته