أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة التاسعة والتسعــون بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقةالتاسعة والتسعون بعد المائة في موضوع ( الواحد الأحد)  من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الآيات الكونية الدالة على وجود الله وعلى وحدانيته ورحمته جل وعلا : وكذلك من آياته الباهرة ومعجزاته القاهرة اختلاف ألسنة الناس وألوانهم.

قال سبحانه وتعالى في الآية (22) من سورة الروم: ﴿ وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ ﴾.

ففي خلقه سبحانه الأزواج آيات لقوم يتفكرون، أي: يستعملون عقولهم ويتفكرون في إيجاد ذلك والحكمة من إيجاده، فإن إيجاد نوع الأنوثة ليزدوج مع نوع الذكورة يصفع من زعم أنه مخلوق بالمصادفة، ويقرر في الأذهان وجوب اعتقاد خالق بارئ للأكوان جميعها، ليس لبني الإنسان فقط، فمجرد التفكر في ذلك يدمغ الإلحاد وأهله.

أما اختلاف الألوان واللغات التي لا يحصيها إلا الله فهو من جملة الشواهد الكبيرة على وجوده سبحانه وعلى وحدانيته للعالمين بذلك، والعالمون يكادون أن يكونوا الكثرة؛ لأن اختلاف الألوان واللغات شيء محسوس لا يجهله إلا النادر من الناس ممن انحط في الجهالة إلى مكان سحيق.

ومن الشواهد والدلائل على وحدانيته ورحمته سبحانه في ذلك دينه القويم الذي سوى بين جميع العناصر والألوان، فلم يجعل لعنصر على عنصر ميزة ولا رفعة، ولم يجعل للملونين على السود كرامة ولا ميزة، بل قال: ﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13]. فهذه العدالة في الإنسانية التي لم تحظ بها حتى الآن في العصر المسمى عصر النور والتمدن والوعي والحضارة واحترام حقوق الإنسان وما إلى ذلك من خداعات اليهود، قد جاء بها وحي الله ودينه وشرعه منذ قرون طويلة.

وبالجملة فالمعجزات والدلائل على وجود الله وعلى وحدانيته كثيرة لا يحيط بها الحصر، ونكتفي هنا بما أشرنا إليه منها ضمن مدلول هذه الآية التي نتكلم عليها والتي مدلولاتها وشواهدها من أخواتها الآيات القرآنية تثبت أن كل ملحد منكر لله متجاهل لآياته العظيمة ومعجزاته الباهرة طالباً غيرها هو من أكذب الناس على الواقع المحسوس، وهو من المخادعين لنفسه وللطغام المضبوعين، فهو مهدر عقله وهادم لضميره حتى أصبح عديم الضمير وهو في حالته أشد كفراً من إبليس،﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ ﴾ [الفجر: 14].

موقع الألوكة - تفسير سورة البقرة .. الآية ( 164) الشيخ عبدالرحمن بن محمد الدوسري ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته