أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة السابعة والتسعــون بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والتسعون بعد المائة في موضوع ( الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الآيات الكونية الدالة على وجود الله وعلى وحدانيته ورحمته جل وعلا :

وذكر في سورة الإسراء طرفاً من تكريم بني آدم. وذكر من سورة (المؤمنون) وسورة (الحج) وسورة (النحل) من آية [60-64] وسورة الفرقان والروم ولقمان والزمر والمؤمن وسورة فصلت والشورى والزخرف وسورة الملك ونوح وسورة عم يستاءلون والنازعات وسورة عبس: ﴿ قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ * فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا * مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ﴾ [عبس: 17-32].

ذكر سبحانه وتعالى في جميع تلك السور ما يقيم به البراهين من الآيات المعجزات الدالة على وجوده وعلى وحدانيته وكرمه ورحمته ولطفه بخلقه.

وذكر سبحانه في سورة (يس) طرفاً من آياته الكونية الدالة أيضاً على وجوده ووحدانيته وجزيل رحمته ولطفه، كما ذكر في هذه السورة شيئاً من خلقه المتضادات وكونه يخلق الشيء من ضده، وذلك في قوله: ﴿ وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ * الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ﴾ [يس: 78-80]. فأوضح لنا من عظيم قدرته أنه يخرج الحار اليابس من البارد الرطب، فالشجر الأخضر رطب بارد، كيف يتكون منه الحار اليابس؟ هذا شيء لا يقدر على تكوينه إلا الله الخلاق العليم.

ومن لطيف صنعه وعجيب إبداعه أنه يخرج أحلى شيء وأطيب شيء وأنفع شيء وأغلى شيء من أقبح شيء وأقذر شيء وأنجس شيء وأردأ شيء، كما أخبرنا به سبحانه وتعالى في الآية[66-69] من سورة النحل بقوله: ﴿ وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ * وَمِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ﴾.

فالآية الأولى فيها معجزة من بديع صنع الله، وهي إخراج أطيب الطيب وأنفس الأشياء من أخبث الخبيث وأخس الأشياء، يخرج اللبن الطيب الخالص الغالي السائغ شرابه من مواد خبيثة قذرة نجسة، مبرهناً لخلقه على بديع صنعه ودقيق اختراعه.

أما الآية الثانية فعلى العكس في تكوينه طبيعة الطيب أن ينقلب خبيثاً فإن جعل من طبيعة ثمرات النخيل والكروم أن ينقلب التمر والعنب من طعام طيب ورزق حسن إلى مسكر خبيث بدل نفعه السابق ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾[النحل: 67].

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته