أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة التاسعة والثمانـون بعد المائة في موضـــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة التاسعة والثمانون بعد المائة في موضوع(الواحدالأحد)

من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الآيات الكونية الدالة على وجود الله وعلى وحدانيته ورحمته جل وعلا :

فكيف بمن دقق النظر في أنواع الحيوانات واختلاف تكوينها وتصويرها مما هو عظيم الخلقة، كالبعير والفيل ونحوهما، وما هو صغير الخلقة، كالفراش وأصغر منه كل نوع منها له هيكل خاص وتصوير خاص ووظيفة وطريقة خاصة، وكل له إحساسه قد هداه الله إلى الطريقة التي يسلكها ويعيش بها في حياته، ويدفع بها ما يؤذيه، ويفترس بها ما يقدر عليه، ومنها ما يمشي على بطنه، ومنها ما يمشي على رجلين، ومنها ما يمشي على أربع، كما ذكر الله في الآية (45) من سورة النور، ومنها ما له أرجل كثيرة جداً ولكن اعتماده منها على أربع وباقيها كمساعد لها، وكذلك اختلاف النبات ومنافعه. كل هذا من آيات الله الدالة على وحدانيته وعظيم رحمته.

نحن مع هذا الآية الكريمة ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾أمام سبع آيات عظام هن علامات واضحة حسية مشاهدة تدل بكل جلاء ووضوح على وجود الله بكامل أسمائه وصفاته وأفعاله، فالسماء بجوها وفضائها، والنجوم السائرة والدائرة فيها، والقوانين الإلهية التي تحكم الروابط بين كل نجم وغيره من النجوم، وبين كل كوكب وغيره من الكواكب، وبين كل نجم وتابعيه من الكواكب، وبين كل كوكب وتابعه من الأقمار. كل هذا لم يدرك العلم الحديث سعته مع ما يملكه من آلات الإدراك ووسائله، ولم يكتشف سوى القليل جداً من أسراره.

وقد حاول الإنسان منذ القدم وأجهد نفسه ليكتشف أسرار الكون، فاكتشف بعضها ولكنه تحقق عنده أن ما يجهله أضعاف أضعاف ما يعلمه، فصدق الله العظيم ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: 85]. ومن الجلي الواضح أنه لا يوجد أي سبب طبيعي استطاع أن يوجه جميع الكواكب وتوابعها للدوران في وجهة واحدة وعلى مستوى واحد بدون حدوث أي تغيير يذكر، فالنظر لهذا الترتيب يدل على وجود حكمة سيطرت عليه من رب إله قادر حكيم، وقد قرر مثل هذا وأكثر بعض علماء الفلك في عصره كما تقدم تفصيله.

ثم إن هذا العالم بأرضه ومائه وجد في مكانه الصحيح، وقد قرر العلم الحديث أن المحيطات لو كانت أعمق مما هي عليه بضعة آلاف من الأقدام لما كان لدينا "أوكسجين ولا نباتات"، والأرض التي نحيا فيها كلها آيات، فمنها البر والبحر والجبال والأودية والأنهار والجداول، وما يحيط بها من هواء، وما يعلوها من سحاب، وما يدور حولها من أثير، وفيها الإنسان والحيوان والنبات، وفيها الحشرات وغيرها مما لا يدرك بالأبصار، وما يسميه العلم الحديث بـ«الفيروسات والبكتريا»، وفيها من أنواع النبات والأشجار والحيوان ما لا يحصى عدداً، وكل ما فيها ومن فيها أعطاه الله سبحانه وتعالى ما يحتاجه وما يناسبه بميزان عادل، وتقدير إلهي دقيق، كما قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ ﴾ [المؤمنون: 18] وقال: ﴿ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ﴾ [الحجر: 19]، وكل ما ذكر في هذه الآيات هو مشاهد محسوس لو تأمله الإنسان بعين مفتوحة وقلب واعٍ، لارتجف كيانه من عظمة قدرة الله وحكمته وجبروته.

 

الآية الثالثة: أو الجنس الثالث في الآيات في قوله تعالى:﴿ وَاخْتِلاَفِ اللّيْلِ وَالنّهَار ﴾ وهو كونهما يتعاقبان على نسق، ويختلفان في ضياء وغسق، إذا ذهب أحدهما خلفه الآخر، واختلافهما شيء محسوس، اختلاف في الطول والقصر والتوسط، إذا طال أحدهما قصر الآخر، وإذا اعتدل أحدهما اعتدل الآخر، فاستويا في المقدار، ثم اختلاف في الحر والبرد والتوسط حسب الفصول التي قدرها الله سبحانه مما فيه انتظام مصالح بني آدم وحيواناتهم وجميع ما سخر الله لهم في الأرض من نبات ومواد، كل ذلك بتدبير يبهر العقول. وفي آية اختلاف الليل والنهار من المنافع والمصالح ما يدل على وحدانية الله مبدع هذا الكون العظيم، كما يدل على رحمته بعباده، وهي آية يسهل على كل أحد فهمها وإن لم يعرف أسباب ذلك الاختلاف وتقديره.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته