أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة السابعة والتسعـــون في موضــــــــــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السابعة والتسعون في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : أنواع التوحيد :

النوع الثالث: توحيد الأسماء والصفات :

أما اللوازم الباطلة التي تلزم من فسر الاستواء بالاستيلاء فهي:

أولاً: أن العرش قبل خلق السماوات والأرض ليس ملكاً لله تعالى لأن الله تعالى قال: {إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش}، وعلى هذا فلا يكون الله مستولياً على العرش قبل خلق السماوات ولا حين خلق السماوات والأرض.

ثانياً: أنه يصح التعبير بقولنا: إن الله استوى على الأرض، واستوى على أي شيء من مخلوقاته وهذا بلا شك ولا ريب

معنى باطل لا يليق بالله عز وجل.

ثالثاً: أنه تحريف للكلم عن مواضعه.

رابعاً: أنه مخالف لإجماع السلف الصالح رضوان الله عليهم.

وخلاصةُ الكلام في هذا النوع -توحيد الأسماء والصفات- أنه يجب علينا أن نثبت لله ما أثبته لنفسه أو أثبته له رسوله من الأسماء والصفات على وجه الحقيقة من غير تحريف، ولا تعطيل ولا تكييف، ولا تمثيل.

[الأنترنت معرفة السنن والآثار - ما هو تعريف التوحيد وما هي أنواعه؟ للعلامة ابن عثيمين رحمه الله-  ابو محمد عبدالدائم الأثري ] [مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلدالاول - باب التوحيد]

*(كلمة التوحيد) معناها، وشروطها، ومواضع ألفاظ التهليل :

هذا بحث لطيف جمعت فيه بعض ألفاظ التهليل الواردة،وبيان مواضعها مع التقديم بذكرمعنى (لا إله إلا الله)، وشروطها.

( الفصل الأول) ( معنى لا إله إلا الله ) لغة: (لا):حرف لنفي الجنس مبني على السكون لا محل له من الإعراب. (إله):اسم (لا) مبني على الفتح في محل نصب،وخبر (لا)محذوف تقديره:حق. وكلمة ( إله ) ( فعال ) بمعنى ( مفعول ) وهو المعبود. (إلا):حرف استثناء ملغى مبني على الفتح لا محل له من الإعراب.

وإذا أتى بعد النفي ( إلا ) - وهي أداة الاستثناء - أفادت معنًى زائدا ، وهو : الحصر ، والقصر ، فيكون المعنى : الإلهية الحقة ، أو الإله الحق هو الله ، بالحصر والقصر ، ليس ثمَّ إله حق إلا هو ، دون ما سواه .

 (الله) : لفظ الجلالة،بدل من الضمير المستتر في الخبر المحذوف ،مرفوع بالضمة،أو بدل من محل(لا)مع اسمها،أي المبتدأ؛ويجوز نصب (الله) على أنه مستثنى و(إلا) حرف استثناء.

تنبيه : كثير من المنتسبين للعلم قدروا الخبر : بـ ( لا إله موجود إلا الله ) ، ووَجْه هذا التقدير ، وسببه:

أن المتكلمين والأشاعرة والمعتزلة ومن ورثوا علوم اليونان قالوا : إن كلمة (إله) هي بمعنى: فاعل؛لأن ( فعال) تأتي بمعنى ( مفعول ) ، أو ( فاعل ) فقالوا : هي بمعنى آلِه، والآلِه هو : القادر، ففسروا (الإله) بأنه : القادر على الاختراع ؛وهذا تجده مسطورا في عقائد الأشاعرة ، كما في شرح العقيدة السنوسية ، التي تسمى عندهم بـ ( أم البراهين ) ؛ إذ قال فيها ما نصُّه : ( الإله ) هو المستغني عما سواه ، المفتقر إليه كُلُّ ما عداه ، قال : فمعنى لا إله إلا الله : لا مستغنيا عما سواه ، ولا مفتقرا إليه كلُّ ما عداه إلا الله . ففسروا الألوهية بالربوبية،وفسروا الإله بالقادرعلى الاختراع،أو بالمستغني عما سواه ، المفتقر إليه كل ما عداه ، ولذلك يقدِّرون الخبر : موجود ، فـ (لا إله) خَبَرُهَا : موجود،يعني : لا قادر على الاختراعِ والخلقِ موجودٌ إلا الله ، ولا مستغنيا عما سواه ، ولا مفتقرا إليه كل ما عداه موجودٌ إلا الله ؛لأن الخلق جميعا محتاجون إلى غيرهم.

وهذا الذي قالوه هو الذي فتح باب الشرك على المسلمين؛ لأنهم ظنوا أن التوحيد هو: إفراد الله بالربوبية، فإذا اعتقد المرء أن القادر على الاختراع هو الله وحده: صار موحدا، وإذا اعتقد أن المستغني عما سواه والمفتقر إليه كل ما عداه هو الله وحده صار عندهم موحدا وهذا من أبطل الباطل؛ لأن مشركي قريش كانوا على الإقرار بالربوبية، كما دَلَّ القرآن على ذلك،ولأننا نرى أن المعبودات كثيرة وقد قال - جل وعلا - مخبرا عن قول الكفار :   { أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا }  فدل ذلك : أن المعبودات كثيرة . والمعبودات موجودة. فتقدير الخبر بـ ( موجود ) غلط. [التمهيد لشرح كتاب التوحيد ]

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته