أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــة الثامنة والستــــون في موضــــــــــوع الواحــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثامنة والستون في موضوع (الواحد الأحد) من

اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان :

*الفرق بين الحديث الآحاد والمتواتر :

قسم العلماءُ، الحديثَ باعتبار وصوله إلينا إلى قسمين: متواتر، وآحاد، فـ الحديث المتواتر: لغةً مشتق من لفظة التواتر، ومعناها التتابع، وأمَّا في الاصطلاح، فـ الحديث المتواتر هو الحديث الذي رواه مجموعة من الرواة الذين يستحيل اتفاقهم على الكذب أبدًا لأنهم ثقة وعدول،وهو من أعلى درجات الحديث صِحّةً،وقد حدَّد العلماء شروطًا مختلفة للحديث المتواتر

شروط الحديث المتواتر:

حدَّد العلماء شروطًا مختلفة للحديث المتواتر وهي: أولًا: أن يروي الحديث المتواتر عدد كبير من الرواة، ثانيًا: أن يستجيل اجتماع هؤلاء الرواة على الكذب في هذا الحديث.

ثالثًا: أن يكون السند في خبرهم حِسّيًّا، كأن يقولوا «رأينا أو سمعنا عن فلان»، لأن ما لا يكون حسيًّا يمكن أن يدخل فيه شيء من الخطأ، رابعًا: أن يكثر الرواة ويتوزعوا على كلِّ طبقات السند، حتَّى يصلَ كلٌّ منهم إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

الحديث الآحاد : إنَّ الآحاد في اللغة جمع لكلمة أحد، وأحد أي الوحيد،وأمَّا في الاصطلاح فهو هو الحديث الذي لم يجمع شروط الحديث المتواتر،وهذا يعني أن يقلَّ عدد الرواة الذين رووا الحديث الآحاد عن عدد رواة الحديث المتواتر،أو أن يروي الحديث عدد من الرواة عن عدد آخرمن الرواة ولكنَّ بعض هؤلاء لا يتصفون بشروط الحديث المتواتر كأن يروا أو يسمعوا عمن قبلهم.

أقسام الحديث الآحاد :

ينقسم الحديث الآحاد من حيث عدد رواته إلى ثلاثة أقسام: مشهور، عزيز، غريب.

أما المشهورفهو: مارواه ثلاثة فأكثر في كل طبقة،مالم يبلغ حد التواتر.

والعزيز: ما لا يقل رواته عن اثنين في جميع طبقات السند.

والقسم الثالث: - وهو الغريب - هو ما ينفرد بروايته راو واحدٌ.

هذه الأقسام الثلاثة هي المسماة بحديث الآحاد، وهو بأقسامه الثلاثة من مشهور، وعزيز، وغريب ينقسم بالنسبة إلى قوته، وضعفه إلى قسمين، وهما مقبول ومردود.

أما المقبول فهو: ما ترجح صدق المخبر به، وأنواعه أربعة:

- صحيح لذاته - حسن لذاته- صحيح لغيره- حسن لغيره.

أما الصحيح لذاته فهو: ما اتصل سنده بنقل العدل الضابط عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.

والحسن لذاته هو: ما اتصل سنده بنقل العدل الذي خف ضبطه عن مثله إلى منتهاه من غير شذوذ ولا علة.

والصحيح لغيره هو: الحسن لذاته إذا روي من طريق آخر مثله، أو أقوى منه، وسمي صحيحًا لغيره، لأن الصحة لم تأت من ذات السند، وإنما جاءت بانضمام غيره إليه.

والحسن لغيره هو: الحديث الضعيف إذا تعددت طرقه، ولم يكن سبب ضعفه فسق الراوي ولا كذبه، هذه هي الأقسام الأربعة كلها داخلة في الحديث المقبول الذي يحتج به،وإذا وصف الحديث في آن واحد بأنه حسن وصحيح كمايقول الترمذي غالبًا،فمعنى ذلك كما قال ابن حجر وارتضاه السيوطي أنه إن كان للحديث إسنادان فأكثر، فالمعنى أنه حسن باعتبار إسنادٍ وصحيح باعتبار إسناد آخر،وإن كان له إسناد واحدٌ،فالمعنى حسن عند قوم صحيح عند قوم آخرين.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته