أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة السادسة في موضــــــــــــــــــــــوع الواحــــــــــــــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة السادسة في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : *اثر الإيمان بهذا الإسم :

١-الله تعالى هو الإله الواحد الأحد الذي لا إله إلا هو وحده لا

شريك له في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله؛فلا يجوز أن يُشَبَّهَ اللهُ تعالى بشيء من المخلوقات؛فهوالواحدُ الذي ليس له ندٌّ ولا نظير

٢- لا يَدْخُلُ العبدُ الإسلامَ حتى يُوَحِّدَ الله – تعالى - بشهادة أن لا إله إلا الله، واشْتُرط الإيمانُ بوحدانية الله لقَبول العمل الصالح؛ }وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا{ [النساء: ١٢٤].

٣- يَجبُ على العباد توحيدُه اعتقادًا وقولاً وعملاً؛ بأن يَعْتَرفوا بكَمَاله المطْلَق وتَفَرُّده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة.

٤- لا يجوز أن يَتَوَجَّه العبادُ لغير خالقهم بعبادة من العبادات؛ صلاةً كانت أو دعاءً أو ذبحًا أو نذرًا أو تَوَكُّلاً أو رجاءًا أو خوفًا أو خشوعًا أو خضوعًا؛ بل يكونوا كما أمر الله نبيَّنا أن يقول: }قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ{ [الأنعام: ١٦٢﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ * ﴾ الواحد لا شريك له، ( الأحد ) الذي لا مثل له ..[ الأنترنت - موقع فيس بوك - حياة القلوب في معرفة علام الغيوب متقدمات ]

ويقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: «(الواحد الأحد) هو الذي توحد بجميع الكمالات،وتفرد بكل كمال،وجلال وجمال، وحمد وحكمة، ورحمة وغيرها من صفات الكمال؛ فليس له فيها مثيل ولا نظير،ولا مناسب بوجه من الوجوه، فهو الأحد في حياته وقيوميته وعلمه وقدرته وعظمته وجلاله وجماله وحمده وحكمته وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال ونهايته من كل صفة من هذه الصفات، فيجب على العبيد توحيده عقلاً، وقولاً، وعملاً بأن يعترفوا  بكماله المطلق وتفرده بالوحدانية، ويفردوه بأنواع العبادة».

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: «ومما يمنع تسمية الإنسان به أسماء: (الرب) تبارك وتعالى فلايجوزالتسمية بالأحد والصمد،ولابالخالق ،ولابالرازق،وكذلك سائرالأسماء المختصة (بالرب) تبارك وتعالى».

معنى وحدانية الله عز وجل؛ إنها تعني التوحيد بأنواعه الثلاثة :

1- توحيده سبحانه في ذاته وصفاته2- توحيده سبحانه في ربوبيته 3- توحيده سبحانه في ألوهيته.

وفي ذلك يقول الدكتور الأشقر رحمه الله تعالى: (وتتجلى وحدانية الله تعالى فيما يأتي :أولاً: في ذاته وصفاته :فالله لامثيل له ولانظير له، لا في ذاته ولا في صفاته؛ ولذلك فإنه – تعالى وتقدس – لم يتخذ صاحبة ولا ولدًا، كما قال عزَّ من قائل: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ *لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ *وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ﴾ [الإخلاص: 1 – 4].

وهذه السورة الكريمة العظيمة عرفت العباد بربهم، وقد أنزلها رب العباد، جوابًا لأهل الشرك والعناد، الذين سألوا الرسول صلى الله عليه وسلم طالبين منه أن ينسب لهم ربّه.

وقال ابن جرير الطبري في تفسير هذه السورة: «قل يا محمد لهؤلاء السائلين عن نسب ربك، وصفته، ومَنْ خلقه: (الرب) الذي سألتموني عنه، هو الذي له عبادة كل شيء، لا تنبغي العبادة إلا له، ولا تصلح لشيء سواه»

وقال القرطبي: «نزلت هذه الآية جوابًا لأهل الشرك لما قالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم صف لنا ربك، أمِن ذهب هو؟ أم من نحاس أم من صُفْر؟ فقال الله ردّا عليهم: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾»

وقال ابن كثير رحمه الله تعالى: «قال المشركون للنبي صلى الله عليه وسلم: يا محمد انسب لنا ربك فأنزل الله: ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ والذين ينسبون إلى الله الولدجاؤوا بجريمة نكراء،كادت السماوات لعظمها أن تتفطر، والأرض أن تتشقق، والجـبال أن تخرَّ هدّا، إن الله سبحانه واحد أحد لايليق به أن يتخذ ولدًا،فالكل تحت ملكه  وقهـره، وجـميعهم يأتون الرحـمن يوم القيامة خاضعين، لا يتخلف منهم أحد، فقد أحصاهم وعدهم عدًا، وكلهم آتيه يوم القيـامة فـردًا: ﴿وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَٰنُ وَلَدًا * لَّقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا * تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَٰنِ وَلَدًا * وَمَا يَنبَغِي لِلرَّحْمَٰنِ أَن يَتَّخِذَ وَلَدًا *إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا * لَّقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا﴾ [مريم: 88 – 95]. وكيف يكون له سبحانه ولد وقد خلق كل شيء:﴿بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُن لَّهُ صَاحِبَةٌ ۖ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ ۖ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ [الأنعام: 101].

ووحدانيته تعالى في صفاته، تدل على أنه لا مثيل له في رحمته ولا في عزته،وجبروته،وملكه،وقدرته،ورزقه،وعلمه،وغيرها من صفاته.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته