أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثانية في موضــــــــــــــــــــــوع الواحــــــــــــــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فهذه الحلقة الثانية في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : المقدمة :

8- أنَّ أسماءَ الله تعالى وصفاته تنضمُّ دَلاليًّا في حقول، كحقل العِلم والقُدرة والرحمة، بينما ينفردُ كلُّ اسم منها بمعنًى ليس في غيره مما يقاربه في حقلِه الدلالي، ولا سائر الأسماء والصفات، والترادُف منفيٌّ بينها سواء في الدَّلالة الصرفية والدَّلالة اللُّغوية.

9- أنَّ ما يُوصَف به الله تعالى مما يَسْمح به الشَّرع ثلاثة: الأسماء والصفات والأخبار، والأسماء أخصُّ من الصفات، والصفاتُ أخصُّ من الأخبار، وهذه جميعًا مبنيَّة على كونها تدلُّ دلالاتٍ لائقةً به تعالى.

10- أنَّ أسماءَ الله تعالى وصفاتِه توقيفية، فلا ينبغي لأحدٍ أن يسميَّه أو يصفَه بغير ما ورد في مصادرِ الشرع من كتاب وسُنة، وهذا أمرٌ مُراعًى وجوبًا؛ لأنَّ إطلاق لفظ لم يرد به الشرع قد يحتمل دلالةً لا تليق بالله تعالى، وأنَّ التوقيف في التفسير كما هو

في الإطلاق.

11- أنَّ الإخبار عنه تعالى يتوسَّع فيه مع مراعاةِ اختيار اللائق به، واعتقاد أنَّ الإخبار عنه ليس مِن أسمائه وصفاته

الثابتة اللازمة، ويَرِد من الأخبار على لسان العامَّة ما يليق وما لا يليق، فالأوَّل كقولهم: الله حلاَّل العُقَد، وذلك عندَ

الشدائد، ولا بأس به؛ فالله تعالى بيده الحلُّ والعقد، والثاني كقولهم: الله يعرِف كذا، بدلاً مِن "يعلم"، ولا يليق؛ لكونِ المعرفة أنقصَ من العلم في الكمِّ والكيف.

12- أنَّ أسماء الله تعالى غيرُ محصورةٍ في التِّسعة والتسعين، ودلَّ على ذلك دليلُ اللغة والعقل والشَّرع، وهذا يعني القولَ بالزيادة، ويمنع القولَ بالنقصان؛ لأنَّ المعنى تخصيصُ هذا العدد مِن جملة الأسماء.

13- أنَّ التكليف الشرعي في الأسماء والصفات الإلهية ورَدَ بحفظ الأسماء نوعَيْن مِن الحفظ: الاستظهار، ومنه العدُّ، والعمل، ومِن طرائقه التخلُّق بمعانيها، والدُّعاء بها، وكل ذلك مع عدم البحْث عن كيفية الصِّفة.

14- أنَّ الأسماء والصفات الإلهية منها ما دَلالته لازمةٌ، ومنها ما دَلالته متعدية، والاسمُ المتعدي يدلُّ على الذاتِ الإلهية، والصِّفةِ التي اشْتُقَّ منها، والأثرِ الذي تقتضيه هذه الصِّفة، وهذه الدَّلالةُ ثلاثة أنواع: المطابقة والتضمُّن واللزوم.

15- أنَّ الكمالَ الإلهي صفةٌ من الصفات جامعة، وثبوت الكمال

الأعْلى لله تعالى، دلَّ عليه كلُّ طريق: السمع والعقل والفِطرة، وأنَّ الأسماء والصفات جاءتْ مجيءَ التفصيل لهذا الكمال، ومِن خصائصها الدالة على ذلك: الكثرة والثبات، وجريانها على مقتضى الحِكمة، وتضمُّن بعضِها لبعض، واقترانها وفاعليتها.

16- أنَّ الله تعالى يختصُّ ببعضِ الأسماء والصفات دون خلْقه، كصِفة الألوهيَّة والربوبيَّة، واسم "الرحمن"، و"ملك الملوك"، وكذلك يختصُّ بإطلاق الأسماء مُعرَّفة بلام التعريف، فلا يجوز إطلاقُ اسمٍ كالقوي أو العزيز - مثلاً - على أحدٍ إلا على سبيلِ الوصف، لا التسمِّي.

17- أنَّ مِن الأسماء والصفات ما يُعتبَر إطلاقه على الله تعالى كمالاً، وإطلاقه على الخَلْق نقصًا، وهذا كصِفة التكبُّر، واسمه تعالى المتكبِّر، وأنَّ منها العكس؛ أي: هي في حقِّ الله تعالى نقصٌ يتنزه عنه،بينما هي في حقِّ الخلق كمال،كصِفة الطعام والشراب والعافية.

18- أنَّ ما يحتمل وجهَ كمال ووجهَ نقْص من الأسماء والصفات العامَّة، يُفسَّر في حقِّ الله تعالى بالوجهِ الأكمل، كصفة الإرادة، فهي تُفسَّر بإرادة الخير التام؛ لأنَّ من الإرادة إرادةَ الشر، والله تعالى لا يُريد الشرَّ إنْ كان يشاؤه لحِكمة، وإرادته تعذيبَ أهل النار هي إرادةٌ للعدل،وإرادة العدل خير،ويُقاس على ذلك سائرُ ما شابهه

19- أنَّ الصفة المشتركة مما يُفيد الكمالَ تكون دَلالتُها على الكمال في حقِّ الله غيرَ ذلك في حقِّ الناس، فكلُّ صفة كمال في المخلوق يدخُلها النقصُ بوجهٍ من الوجوه.

20- أنَّ الكمال ثابتٌ لله تعالى في الأخبار، كما هو ثابتٌ في الأسماء والصفات.

21- أنَّ ثبوتَ الكمال لله تعالى يقتضِي تنزيهَه عن مشابهة الخلْق، ويقتضي نفْيَ اتصافه بالنقْص المضادِّ له، كما أنَّ نفيَ النقص عنه يُثبِت له الكمال المضادَّ له، ويقتضي عدمَ الإلْحاد فيها.

22- أنَّ ثبوتَ الكمال الإلهي يقتضي التعظيمَ مع المحبَّة، وهذا هو الفارِق بيْن المدح والحمد،فالثاني تُعتبَرالمحبَّة شرطًا فيه بخلاف الأوَّل

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته