أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الأولى في موضــــــــــــــــــــــوع الواحــــــــــــــــــــد الأحــــــــــــد

نبذة عن الصوت

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

وقال تعالى: { قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ } [الأنعام: 19]

جمع وتأليف وكتابة الدكتور : مسفر بن سعيد دماس الغامدي

إن الحمد لله ، نحمده ، ونستعينه ، ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ،وأشهد أن لا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله  { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته،ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} آل عمران / 120 { ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام  إن الله كان عليكم رقيباً } النساء  / 1 ,   { يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ، ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً } الأحزاب  / 70 ، 71  وبعد :

فهذه الحلقة الأولى في موضوع (الواحد الأحد) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : المقدمة :

آثار الأسماء والصفات الإلهية في الكون والإنسان :

 إنَّ البحثَ في الأسماء والصفات الإلهية وآثارها في الكون والإنسان على درجةٍ عالية من الأهميَّة والثراء، ويتضمَّن عددًا من النتائج الهامَّة، التي نرصُدها في النقاط التالية:

1- أنَّ معرفة الله تعالى واجبة شرعًا وعقلاً، وهذا يعني أنَّ

لها طرائقَ من التدبر والبحْث ينبغي أن تُسلك، وذلك في ذاته

دالٌّ على قِيمة هذه المعرفة في تحقيقِ الإيمان وتعميقه من جِهة

،ودالٌّ من جِهة أخرى على قِيمة الطُّرُق التي توصّل إلى ذلك.

2- أنَّ الله تعالى تَعَرَّف إلى عباده بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا ،فأنْزل في الكتاب والسُّنة منها ما يحقِّق ذلك،وأوردها في سِياق التوحيد، وهو دليلُ كون الإيمان بها من أُسس العقيدة، وهو مِن ثَمَّ دليلُ كونها واجبةَ الدراسة والمعرفة.

3- أنَّ العقل وسيلةٌ لإثبات صِفات الله تعالى، وذلك يكون ممَّا ورَد به الشرع من الأدلَّة العقلية، أو ممَّا ظاهَرَه من الأدلَّة العقلية المتوصَّل إليها بالنظر، ومِن هذه الأدلَّة أنَّ كل موجود موصوف، وأنَّ صفة كلِّ موجود شرْطٌ في معرفته،وبالعقل كذلك تثبُت أسماءُ الله تعالى،من حيثُ أثبت الصفات،ومن حيثُ قياسُ الأَوْلى.

4- أنَّ اللغة العربية بابٌ واسِع أصيل في فَهْم الأسماء والصفات الإلهية؛ من حيثُ كانت ألفاظًا شرعية، والشارع حكيمٌ في اختيار اللفظ الأدقِّ، فينبغي اتخاذُ اللُّغة وسيلةً أُولى لفَهْم هذه الألفاظ الفَهْمَ اللائق بواضعها تعالى.

5- أنَّ كلَّ الأسماء في اللُّغة العربية يلمح فيها معاني وصفيَّة، فإذا صارتْ أعلامًا بقِي فيها المعنى الوصفي، والوصف أوَّل درجاتِ التعبير عن المعاني، وهذا يعني: أنَّ الأعلام تُعلَّل، ولا يَردُّ هذا الحُكمَ الجهلُ ببعض العِلل.

6- أنَّ الأسماءَ الإلهية أعلامٌ دالة على معانٍ وصفية متحقِّقة في المسمى، وكذلك كل الأعلام التي وضعَها الشارع،بخلاف الأعلام التي وضعَها الناس؛إذ ليس شرطًا أن يتحقَّق في المسمَّى معنًى منها.

7- أنَّ ثَمَّة دَلالةً فارقة بيْن الاسم الإلهي والصِّفة الإلهية؛ من

حيثُ كان الاسم مُعيِّنًا للذات، وكانتِ الصفة أمرًا قائمًا بها، وثَمَّة دَلالة مشتركة بينهما؛ من حيثُ كان الاسم مشتقًّا من الصفة لفظًا ومعنًى، وعند لمْح الدَّلالة الفارقة يُعتبر التفريق، وعند لمْح الدلالة المشتركة لا يُعتبر؛ ولذلك عبَّر العلماء بالاسمِ عن الصفة في شروح الأسماء وغيرها.

إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته