أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الرابعة والأربعـــــــــــــــــــــــون بعد المائــــــــــــــــة في موضـــوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة والأربعون بعد المائة في موضوع (السيد) وهي بعنوان :                 

* ما حكم دعاء الله بقول ( سيدي ) أو ( يا سيدي) ؟ :

ثانياً : إذا ثبت أن السيد من أسماء الله ، فالدعاء به : جائز،لا حرج فيه ،لقول الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا )الأعراف/ 180.

قال السعدي : " وهذا شامل لدعاء العبادة ، ودعاء المسألة ، فيدعى في كل مطلوب بما يناسب ذلك المطلوب ، فيقول الداعي مثلا : اللّهم اغفر لي وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم ، وتب عَلَيَّ يا تواب ، وارزقني يا

رزاق،والطف بي يا لطيف،ونحو ذلك [نتهى من "تفسير السعدي" (ص: 309)]

وقد كره بعض أهل العلم - كالإمام مالك - دعاء الله بقول : يا سيدي ، أو سيدي ، وذلك – والله أعلم – لأن هذا الاسم لم يثبت عنده أنه من أسماء الله الحسنى .

ثالثا : كره بعض أهل العلم الدعاء بـ"سيدي" ، كما نقل عن الإمام مالك وغيره .

قال شيخُ الإسلامِ ابنُ تيميةَ: " وَقَدْ كَرِهَ مَالِكٌ وَابْنُ أَبِي عِمْرَانَ مِنْ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمَا أَنْ يَقُولَ الدَّاعِي: يَا سَيِّدِي يَا سَيِّدِي ، وَقَالُوا: قُلْ كَمَا قَالَتْ الْأَنْبِيَاءُ: رَبِّ ، رَبِّ". انتهى من "مجموع الفتاوى" (1/ 207) ، وينظر "جامع العلوم والحكم" (1/292). وسياق الرواية بتمامها عن الإمام مالك ذكره ابن رشد في البيان والتحصيل فقال:سئل هل كان أحد بالمدينة يكره أن يقول العبد لسيده: يا سيدي؟

فقال: لا،ولم يُكره ذلك،وقال الله تعالى:(وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ)،وقال تبارك وتعالى: (وَسَيِّدًا وَحَصُورًا وَنَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ) ، فلم يُكره ذلك.

قيل : يقولون إن السيد هو الله ،قال: فأين في كتاب الله أن الله هو

السيد؟ هو الرب، قال: ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ) ، وقال: ( وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) قيل: أفتكره أن يدعو الرجل فيقول يا سيدي؟ فقال: غير ذلك أحب إليَّ ؛ أن يدعو بما في القرآن ،وما دعت به الأنبياء. قيل: ذلك أحب إليك من أن يقول يا سيدي؟فقال نعم، لا أحب أن يقول يا سيدي ، وغير ذلك أحب إلي [انتهى من "البيان والتحصيل" (18/430)]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .