أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الخامســـــــــــــــة عشرة بعد المائــــــــــــــــة في موضــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الخامسة عشرة بعد المائة في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
*الإصلاح بين الأكابر ( إن ابني هذا سيد ...) : عام الجماعة : ولما سلَّم الحسنُ لمعاوية الأمر، بايعه على إقامة كتاب الله تعالى وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - ودخل معاوية الكوفة، وبايعه الناس أفواجًا، وسمِّي عامُ هذه البيعة عامَ الجماعة؛ لاجتماع المسلمين بعد الفُرْقة، وائتلافهم بعد النُّفرة، وسلِّ سيوفهم لحماية الدعوة الإسلامية، بعد أن عطَّلها قتلةُ ذي النورين - رضي الله عنه - بضع سنين.
وبايع معاويةَ كلُّ من كان معتزلاً للقتال، من أمثال عبدالله بن عمر، وسعد بن أبي وقاص، ومحمد بن أبي مسلمة - رضي الله عنهم.
وأجاز معاوية الحسنَ بثلاثمائة ألف، وألف ثوب، وثلاثين عبدًا، ومائة
جمل، ولما تنازَل الحسن لمعاوية رجع إلى المدينة، وولَّى معاويةُ الكوفةَ المغيرةَ بن شعبة، والبصرةَ عبدَالله بن عامر، وهو أحد رسوليه إلى الحسن، ورجع هو إلى دمشق.
ولم يبالِ الحسن - رضي الله عنه - أن يجترئ عليه بعضُ السفهاء من دُعاة الفتنة، فيقول له وقد تَمَّ الصلح: يا عار المؤمنين! فيجيبه بجواب من قِبَس النبوة: "العار، خير من النار" .
ولئن كان لم الشمل، وجمع الكلمة، عارًا عند السفهاء، إننا لنرحب بهذا
العار ونقرُّ به عينًا، ونطيب نفسًا.
وليس من شأننا في هذا المقام أن نُطيل بذكر الأحداث التي جرت في ذلك العهد، ولا أن نرجِّح بعض الروايات المتضاربة فيها على بعض، ولا أن نُفاضِل بين الحسن ومعاوية - رضي الله عنهما - في أمر الخلافة أو المُلْك، ثم نقضي لأحدهما بأنه أجدر به من صاحبه وأحق، فما إلى ذلك قصدْنا؛وإنما الشأن كل الشأن أنهما اشتركا في الصلح بين المسلمين وتعاونا عليه؛حقنًا للدماء،وصونًا للحرمات،وقصدًا إلى السداد والرشاد .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .