أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الثمانــــــــــــــــــــــــــــــون في موضـــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثمانون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
*وجاء اليوم الموعود .. إسلام حمزة :
أحمزة يسلم؟ أعزّ فتيان قريش وأقواهم شكيمة؟ إنها الطامّة التي لن تملك قريش لها دفعا، فإسلام حمزة سيغري كثيرين من الصفوة بالإسلام، وسيجد محمد حوله من القوة والبأس ما يعزز دعوته ويشدّ أزره، وتصحو قريش ذات يوم على هدير المعاول تحطم أصنامها وآلهتها!
أجل أسلم حمزة، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي عليه صدره، وترك الجمع الذاهل يجترّ خيبة أمله، وأبا جهل يلعق دماءه النازفة من رأسه المشجوج، ومدّ حمزة يمينه مرّة أخرى إلى قوسه فثبتها فوق كتفه، واستقبل الطريق إلى داره في خطواته الثابتة، وبأسه الشديد!
كان حمزة يحمل عقلا نافذا، وضميرا مستقيما، وحين عاد إلى بيته ونضا عنه متاعب يومه. جلس يفكر، ويدير خواطره على هذا الذي حدث له من قريب،كيف أعلن اسلامه ومتى؟ لقد أعلنه في لحظات الحميّة، والغضب، والانفعال، لقد ساءه أن يساء إلى ابن اخيه، ويظلم دون أن يجد له ناصرا، فيغضب له، وأخذته الحميّة لشرف بني هاشم، فشجّ رأس أبي جهل وصرخ في وجهه باسلامه، ولكن هل هذا هو الطريق الأمثل لكي يغاار الانسان دين آبائه وقومه، دين الدهور والعصور، ثم يستقبل دينا جديدا لم يختبر بعد تعاليمه، ولا يعرف عن حقيقته إلا قليلا.
صحيح أنه لا يشك لحظة في صدق محمد ونزاهة قصده، ولكن أيمكن أن يستقبل امرؤ دينا جديدا، بكل ما يفرضه من مسؤوليات وتبعات، في لحظة غضب، مثلما صنع حمزة الآن؟ وشرع يفكّر، وقضى أياما، لا يهدأ له خاطر، وليالي لا يرقأ له فيها جفن، وحين ننشد الحقيقة بواسطة
العقل، يفرض الشك نفسه كوسيلة إلى المعرفة.
وهكذا، لم يكد حمزة يستعمل في بحث قضية الإسلام، ويوازن بين الدين القديم، والدين الجديد، حتى ثارت في نفسه شكوك أرجاها الحنين الفطري الموروث إلى دين آبائه،والتهيّب الفطري الموروث من كل جديد ، واستيقظت كل ذكرياته عن الكعبة، وآلهاها وأصنامها، وعن الأمجاد الدينية التى أفاءتها هذه الآلهة المنحوتة على قريش كلها، وعلى مكة بأسرها.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .