أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة السادسة والستـــــــــــون في موضـــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السادسة والستون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
* مثال السؤدد، هواجس الحنين المؤرق للمثال المشتهى : أما المسألة الثانية اللافتة فهي:- ذلك الإقرار الواضح حاد النبرة، بأن من لم يقم بحق السيادة، لا يستحق اعتراف الآخرين بسيادته مهما كانت هويته، ومهما كانت وسائله القمعية . بل إن الأمر يصل إلى حد ممارسة العنف المضمر عليه، والذي يبدأ من عدم الاعتراف له بحقوق السيادة، أي نفيه خارج فضاء السلطة معنويا، وعلى مستوى الممارسة العملية، ممارسة الطاعة والخضوع والشكر والثناء كمرايا لتجلي السطوة ومباهجها.
بل إن النص يجعل الثناء، ثناء الشاكرين من الرعية بمثابة منح للقداسة والتنزه السلطوي عن التعرض لانتهاك الهيبة والعرض على ألسنة الرعاع والدهماء، إنه سياج حماية وإعلاء للقيمة وتدعيم لأسس السيادة والهيمنة في أعماق النفوس والأرواح لا محض هيمنة القوة والقمع، أو كما يقول في الإمتاع : الملك بحق من ملك الأحرار بالمحبة». وتكتمل دائرة العنف من قبل الرعية المحبطة ضد السيد الزائف المتخفف من ثقل السؤدد، المستمتع بمباهجه الدنية لا الرفيعة، حين يتم إقصاؤه من الفضاء الديني، حيث يغدو حسن الظن به عصيانا للرب، وحين يتم نفيه خارج دائرة الوجود بما هي تكليف وتشريف وخلافة، فيُعد من الموتى!! ناهيك عن الدعوة المضمرة للثورة عليه ونقض بيعته!! ويصاعد المثقف من درجة حصاره للسلطة، مبالغا في وصف علاقة الراعي بالرعية في إطار صياغة أبوية إلهية لتلك العلاقة، ولعل المثقف العقلاني لم يكن قد حسم اختياره نظريا تمامًا لحساب علمنة المؤسسة السياسية على الصعيد الواقعي.
بل لعله سعى لمواجهة هذا النموذج ليس من أجل دحضه دحضًا مطلقًا، بل من أجل مطامنته أخلاقيًا ودينيًا دون إهدار الطابع النفعي الوظيفي
لعلاقة الراعي بالرعية!! ويمكننا القول، بأنه سعى لتشكيل نموذج الحاكم في
فضاء الإنسان الكامل معرفيًا ووجوديًا وقيميًا!!
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .