أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة الخامسة والستـــــــــــون في موضـــــــــــــــــــــــــوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والستون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :

 مثال السؤدد، هواجس الحنين المؤرق للمثال المشتهى :

وناهيك عن هذا العنف الرمزي الذي لا يكف عن تبرير ذاته وتأكيد مشروعيته داخل خطاب المثالب، والخوف المضمر، والشعور الحاد بالحصار والمراقبة، ومن ثم اتخاذ موقف دفاعى مبدئي دون مبرر واضح، فإن الحديث عن السؤدد ما بين الواقع الفعلي والردىء، والمثال المتطلع إليه، يبدو بوصفه حلما بعيد المنال، وكل النماذج الواقعية مجرد صور زائفة باطلة إذا ما قيست به، بل ليس لها أن تطمح نحوه كما ذكرنا آنفا.

وبالطبع وحين يتجاوز الحديث حدود الوزيرين المشخصين ليطول جوهر السؤدد، فلابد من البداية الدفاعية التي تنبنى على إتيان الأمر مباشرة ودون مراوغة ودفعه لنهاياته الطبيعية. ولعلنا لسنا في حاجة لتكرار سمات السؤدد الحق الصريح التام العريق بقدر ما نحن في حاجة إلى لفت الانتباه إلى مسألتين هامتين :

 أولهما : ذلك الثقل، ثقل السيادة وما ينطوى عليه من تأكيد حاد على واجبات السيد نحو من يسود عليهم، والتي قد تفوق حقوقه عليهم، ناهيك بالطبع عن حق السيادة، ذلك الحق الذي لا يطوله إلا بشق النفس، أو كما يقول الشاعر فيما يورد التوحيدي:

لا تحسب المجد تمر أنت آكله   لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر (مثالب الوزيرين)

وهكذا فحلاوة السؤدد مغموسة في مرارة الصبر العلقم. ومن ثم، فإن

مساحات البذل والعطاء والرعاية والتسامح التي يطالب بها السيد هي مساحات واسعة إلى الدرجة التي تقاربه من الإله بصورة ما!!

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .