أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة الثامنة والأربعـــــــــــــــون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والأربعون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :

*سَيِّد الأخلاق : (خُلُق الحياء) :                                    والخُلُقُ يحتاجُ إلى مجاهدةٍ ، ولذلك يبْلُغُ العبدَ بحُسنِ خُلُقِه ما لا يَبْلُغُهُ بِعَمَلِه ، ويبلغُ درجةَ الصائمِ القائمِ بِحُسنِ خُلُقِه ، فالذي يصومُ النهارَ ويقومُ الليلَ يشابهُه ويماثلُه في المنْزِلةِ بل يكونُ أفضلُ منه صاحبَ الخُلُقِ الحسَن .

قال ابنُ حَجَرٍ : حُسنُ الْخُلُقِ : اختيارُ الفضائلِ ، وتَرْكُ الرّذائلِ . اهـ .

ولذلك وَصَفَ اللهُ عز وجل نبيَّه بأنه عَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ .

جاء رجُلٌ إلى النبيِّ فجبَذَه بردائه جبذةً شديدةً، وقد أثرتْ حاشيةُ الرداءِ بصفحةِ عُنُقِه عليه الصلاة والسلام ، من شدةِ جبذتِه، ثم قال: يا محمد مُرْ لي مِنْ مالِ اللهِ الذي عندك، فالتفتَ إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ ،

 ثم أَمَرَ له بِعطاءٍ . رواه البخاري ومسلم .

هذا هو الْخُلُقُ العظيمُ ، وهذا هو صاحِبُ الْخُلُقِ العظيمِ عليه الصلاة والسلام .

والحياءُ من الإيمانِ كما تقدم ، يقولُ النوويُّ رحمه الله في شَرْحِهِ للحديث نقلا عن القاضي عياضٍ: إنَّمَا جُعِلَ الْحَيَاءُ مِنْ الإِيمَانِ ، وَإِنْ كَانَ غَرِيزَةً ؛ لأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ تَخَلُّقًا وَاكْتِسَابًا كَسَائِرِ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَقَدْ يَكُونُ غَرِيزَةً . اهـ .

ولذلك يقولُ النبيُّ عن اكتسابِ الأخلاقِ " إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ ، وَإِنَّمَا الْحِلْمُ

بِالتَّحَلُّمِ ، وَمَنْ يَتَحَرَّ الْخَيْرَ يُعْطَهُ ، وَمَنْ يَتَوَقَّ الشَّرَّ يُوقَهُ . كما عند

الخطيبِ البغداديِّ .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .