أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة السادسة والأربعـــــــــــــــون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السادسة والأربعون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
*سَيِّد الأخلاق : (خُلُق الحياء) : وقال عليه الصلاة والسلام : الحياءُ مِنَ الإيمانِ . رواه البخاري ومسلم .
وأعلى الحياءِ ، الحياءُ مِنَ اللهِ ، وعِندَ الترمذيِّ قال النبي صلى الله عليه وسلم : استحيوا مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ ، قلنا : يا رسولَ اللهِ إنَّا نستحيي والحمدُ للهِ ، قال : ليس ذاكْ ولكنَّ الاستحياءَ مِنَ اللهِ حَقَّ الحياءِ أنْ تَحْفَظَ الرأسَ وما وَعَى والبطنَ ، وما حَوَى ، ولْتَذْكُرِ الموتَ والبِلى ، ومَنْ أرادَ الآخِرَةَ تَرَكَ زينةَ الدنيا ، فَمَنْ فَعَلَ ذلك فقد استحيَا مِنَ اللهِ حقَّ الحياءِ .
وعندَ أبي نُعيمٍ في الحليةِ : قال ابنُ السَّمّاكِ : وَعَظَني داوودُ فقالَ :
أوصيكَ ألاّ يَراكَ اللهُ حيثُ نَهَاكَ ، وألاّ يَفقدَكَ حيثُ أمَرَكَ ، واستَحْييْ
مِنْهُ على قَدْرِ قُربِه مِنْك وقُدرتِه عليك .
تأمَلْ في هذه الوصيةِ النافعةِ القصيرةِ ، فهذا مِنَ الحياءِ مِنَ اللهِ عز وجل ، أنْ تستحييَ مِنَ اللهِ أنْ يَراكَ على المعصية ، أو أنْ يَفْقِدَك حيثُ أمرَكَ ، فإنْ أمرَكَ أنْ تكونَ مع الْمُصَلِّين فكُنْ معهم ، وكذلك إنْ أمرَكَ بطاعَتِهِ افعلْ واستَجِبْ ، وإن نَهَاك فاتْركِ المعصيةَ حياءً مِنَ اللهِ .
وذكر ابن القيّم أنَّ مِن آثارِ المعصيةِ على الإنسانِ أنها تُقلِّلُ الحياءَ مِن اللهِ عز وجل ، فيكونُ الإنسانُ جريئًا على مَحَارِمِ اللهِ ، وتَضْعُفُ في نَفسِه المهابةُ مِن الله عزّ وجَلّ والإجلالُ ، ولذلك قال نوحٌ لقومه (مَا لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا) ، ما لكم لا تُعظِّمُون اللهَ ؟
ويقولُ النبي صلى الله عليه وسلم : " الحياءُ مِنَ الإيمانِ " ، وفي الحديث الآخَرِ : " الحياءُ شُعبةٌ مِنْ الإيمانِ " . رواه البخاري ومسلم .
وذكرَ ابنُ عبدِ البرِّ حديث : إنَّ لكلِّ دينٍ خلقًا وخُلُقُ الإسلامِ الحياءُ، ومن لا حياءَ له لا دينَ له.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .