أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة الخامسة والأربعـــــــــــــــون في موضــــــــــــــــــــــــوع السيد

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والأربعون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :

*سَيِّد الأخلاق : (خُلُق الحياء) :

وفي الصحيحين أيضًا أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وُصِفَ بأنه أشدُّ حياءً مِنَ العذراءِ في خِدْرِها .

فالنبي صلى الله عليه وسلم وُصِف بِشدةِ الحياءِ ، وكانتِ العذراءُ وهي البنتُ التي لم تتزوجْ ، كانتْ مَضْربَ المثلِ في الحياءِ ، حتى يُوصَفُ حياءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه أشدُّ من حياءِ العذراءِ في خِدرِها . واليومَ يُرادُ لها أنْ تَخرُجَ وأنْ تنطلِقَ وأنْ تَنْزِع جِلْباب الحياءِ ، فيُرادُ لها أنْ تَتَخلّى عنْ هذا الخُلُقِ الكريمِ الذي جاءتْ به الشرائعُ ، وَوُصِفَ به الكِرامُ والكَرِيمات .

وليس هناك تَعارَضٌ بين القوةِ في ذاتِ اللهِ وفي دينِ اللهِ وبين الحياءِ ، وَيَدُلُّ عليه أنَّ موسى عليه الصلاة والسلام الذي وُصِفَ بالقويِّ الأمينِ وُصِفَ أيضًا بأنَّه (حييٌّ) كثيرُ الحياءِ، وشديدُ الحياءِ .

ولَمّا سُئلَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم - كما في الْمُسْندِ والسُّنَنِ - عَنِ العورةِ قال النبي صلى الله عليه وسلم : اِحفظْ عورتَكَ إلاّ مِنْ زوجتِكَ وما ملكتْ يمينُك ، فقال له السائل وهو معاوية بن حَيْدَة رضي الله عنه :أرأيت يا رسول الله إذا كان الرَّجُلُ خاليًا [يعني كان وَحْده] ،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:فاللهُ أحقُّ أنْ يُستحيا منه .

وفي بعضِ الأحاديثِ " استحِ مِنَ الله استحياءك مِنْ رجلينِ مِنْ صالِحي عشيرتِكَ لا يُفَارِقَانك "

وليسَ الحياءُ هو الْخَجلُ والانقبَاضُ فَحَسْبُ ، بل هو خُلُق كريمٌ وخُلُقٌ عظيمٌ يأمُرُ بِكُلِّ خَيرٍ وينهى عن كُلِّ شَرِّ ، ولذلك الذي يتأخَرُ عن الأمرِ

بالمعروفِ وعنِ النهيِّ عَنِ الْمُنكرِ ، لا يُعَدُّ هذا حياءً وإنما يُعَدُّ هذا خجلاً

، لأنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال " الحياءُ لا يأتي إلاّ بخيرٍ" كما في الصحيحين ، وقال صلى الله عليه وسلم : " الحياء خيرٌ كُلُّه " .

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .