أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة الرابعة والأربعـــــــــــــــون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الرابعة والأربعون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
*سَيِّد الأخلاق : (خُلُق الحياء) :
يقول عنه النبيُّ صلى الله عليه وسلم " إن لكل دينٍ خُلقا ، وإن خُلُقَ الإسلامِ الحياءُ" . رواه ابنِ ماجه ، وفي إسنادِه مقاٌل، ورواه الإمامُ مالِكٌ مُرسلاً، وقال ابنُ عبدِ البَرِّ رُويَ موصولاً مِن وجوه . اهـ .
ويَكفِي في شَرفِ الحياءِ أنَّه صِفةٌ مِنْ صفاتِ اللهِ عز وجل ، وقد أدّبَ
اللهُ عز وجل المؤمنينَ في سورةِ الأحزابِ بشأنِ دخولِ بيوتِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال : (إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ) ، قال العلماءُ : معناه أنَّ اللهَ لا يستحيي مِنْ بيانِ الحقِّ .
وإلا فإنَّ الحياءَ صفةٌ ثابتةٌ للهِ عز وجل كما في قولِه عليه الصلاة والسلام : " إن اللهَ حَيِيّ كَريمٌ يَستَحي مِنْ عبدِه إذا رفع يديْهِ أن يرُدَّهُما صِفْرًا " يعني في الدعاء ، فالشاهِدُ منه قولُه : " حييٌّ " . رواه الإمام أحمد وأبو داوودَ والترمذيِّ وابنِ ماجه ، وَصحّحه الألباني والأرنؤوط .
ومعنى "إن لكل دينٍ خُلُقا وإن خُلقَ الإسلامِ الحياء" يعني أنَّ الحياء هو الْخُلقُ الذي يجمعُ خصالَ الخيرِ وَيَدُلُّ عليها ، ويَنْهَى عَنْ خِصالِ الشَرِّ والفَسَادِ وَيَمنعُ منها .
وعند البخاريِّ : " إنَّ مما أدركَ الناسُ من كلامِ النبوةِ الأولى : إذا لم تستحِ ، فاصنعْ ما شئتَ " .
قال الخطابيُّ : قوله : "مِنْ كلامِ النبوّةِ الأولى" معناه اتفاقُ كلامِ الأنبياءِ عليهم السلام على استحسانِ الحياءِ . اهـ .
وهو معروفٌ في الأممِ ، يعني تتابعَ الأنبياءُ على الحثِّ عليه .
وفي خبرِ موسى : (فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ) .
وفي الصحيحين قولُه عليه الصلاةُ والسلامُ : كَانَ بَنُو إِسْرَائِيلَ يَغْتَسِلُونَ عُرَاةً يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سوأة بَعْضٍ وَكَانَ مُوسَى يَغْتَسِلُ وَحْدَهُ " .
وفي رواية : " إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلا حَيِيًّا سِتِّيرًا لا يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ " .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .