أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة الأربعــــــــــــــــــــــــون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الأربعون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
* مع الرسول صلى الله عليه وسلم حكم قول سيدنا محمد :
وقد جاء في نهاية ابن الأثير أن رجلاً قال له : أنت سيدُ قريش، فقال ” السيد الله ” أي هو الذي تَحِق له السيادة الكاملة . كأنه كره أن يُحمد في وجهه وأحبَّ التواضع . ولمَّا قالوا له : أنت سيدُنا قال : قولوا بقَوْلِكُم، أي ادعوني نبيًا رسولاً كما سماني الله، ولا تُسمُّوني سيدًا كما تسمون رؤساءكم فإني لست كأحدهم ممن يسودكم في أسباب الدنيا . هذا وقد شاع بين الناس ترديد هذا القول ” لا تُسَيَّدوني في الصلاة ” وهذا حديث مكذوب لا أصل له في السُّنَّة كما في كتاب : “كشف الخفا ومزيل الإلباس فيما اشتُهر من الحديث على ألسنة الناس” . وفيه غلطٌ لغوي أيضًا؛ لأن مادة السيادة واوية لا يائية، فالصواب ” لا تسوِّدوني ” جاء في نهاية ابن الأثير من حديث قيس بن عاصم ” اتَّقوا الله وسوِّدوا أكبركم ” وفي حديث ابن عمر : ما رأيت بعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسود من معاوية، قيل : ولا عمر ؟ قال : كان عمر خيرًا منه، وكان هو أسود من عمر، أي أسخى وأعطى للمال أو أحلم منه . ويقول الشاعر : وما سودتني عامر عن وراثة أَبى الله أن أسمو بأم ولا أب فهذا الحديث مردود لفظًا ومعنىً، أو شكلاً وموضوعًا كما يقولون . وأما حكم قول ” سيدنا محمد ” فهو في غير العبادة لا مانع منه أبدًا، بل قيل بندبه لما فيه من التكريم الذي هو أهل له . وأما في الصلاة عند التشهد والصلاة على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فعند الشافعية الأفضل الإتيان به ـ قال الرملي في شرح المنهاج : والأفضل الإتيان بلفظ السيادة، كما قاله ابن ظهير، وصرَّح به جمع، وبه أفتى الشارح ؛ لأن فيه الإتيان بما أمرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدب،فهو أفضل من تَرْكه وإن تردد في أفضليته الإسنوي، وأما حديث ” لا تسيدوني في الصلاة ” فباطل لا أصل له كما قاله بعض متأخري الحُفَّاظ، وقول الطوسي : إنها مبطلة غلط . أ هـ .
وعند الأحناف يُنْدَب الإتيان به في الصلاة على النبي فقط، ويُكتفَى بالوارد في التشهد من غير زيادة ولا نقصان . قال في الدر المختار شرح تنوير الأبصار : وندب السيادة؛ لأن زيادة الإخبار بالواقع عين سلوك الأدب فهو أفضل من تركه . أهـ . هذا، وقد جرى العُرْفُ بين الناس في أن يُعَظموا ذوي الأقدار بالألقاب والأوصاف التي ترفع شأنهم حتى لو كانوا غير مسلمين، فلماذا نمنع ذلك في تعظيم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو خير الناس جميعًا وأفضل الأنبياء والمرسلين ؟ على أن يكون ذلك بالقدر الذي لا يُوقع في محظور . [ الأنترنت - موقع إسلام أون لاين - مع الرسول صلى الله عليه وسلم حكم قول سيدنا محمد ]
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .