أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة الرابعة والثلاثـــــــــــــــون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الرابعة والثلاثون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
* سيادة النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:المطلب الأول: سيادته في الدنيا والآخرة
وقال القرطبي ـ رحمه الله تعالى ـ بعد أن ذكر معاني السيادة: (( وقد تحقق كمال تلك المعاني كلها لنبينا محمد ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في ذلك المقام الذي يحمده ويغبطه فيه الأولون والآخرون، ويشهد لـه بذلك النبيون والمرسلون، وهذه حكمة عرض الشفاعة على خيار الأنبياء، فكلهم تبرأمنها ودل على غيره،إلى أن بلغت محلها،واستقرت في نصابها ) .
وقال النووي ـ رحمه الله تعالى ـ : ( وأما قوله ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : (( يوم القيامة )) مع أنه سيدهم في الدنيا والآخرة، فسبب التقييد أن في يوم القيامة يظهر سؤدده لكل أحد، ولا يبقى منازع ولا معاند ونحوه، بخلاف الدنيا، فقد نازعه ذلك فيها ملوك الكفار وزعماء المشركين، وهذا التقييد قريب من معنى قوله ـ تعالى ـ : â لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ مع أن الملك له ـ سبحانه ـ قبل ذلك، لكن كان في الدنيا من يدعى الملك أو من يضاف اليه مجازا، فانقطع كل ذلك في الآخرة) .
وقال العز بن عبد السلام (ت 660) ـ رحمه الله تعالى ـ : (( السيد: من اتصف بالصفات العلية والأخلاق السنية، وهذا مشعر بأنه أفضل منهم في الدارين .أما في الدنيا فلما اتصف به من الأخلاق العظيمة .
وأما في الآخرة، فلأن الجزاء مرتب على الأخلاق والأوصاف،فإذا فضلهم في الدنيا في المناقب والصفات،فضلهم في الآخرة في المراتب والدرجات )
وقال المناوي (ت 1031) ـ رحمه الله تعالى ـ : (( قوله: (( أنا سيد ولد آدم يوم القيامة )) خصه لأنه يوم مجموع لـه الناس، فيظهر سؤدده لكل أحد عيانا، ووصف نفسه بالسؤدد المطلق المفيد للعموم في المقام الخطابي على ما تقرر في علم المعاني، فيفيد تفوقه على جميع ولد آدم حتى أولوا العزم من الرسل واحتياجهم إليه ... وتخصيصه ولد آدم ليس للاحتراز، فهو أفضل حتى من خواص الملائكة كما نقل الإمام عليه الإجماع ومراده إجماع من يعتد به من أهل السنة ) .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .