أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــة التاسعة والعشــرون في موضــــــــــــــــــــــــــــوع السيد
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
التاسعة والعشرون في موضوع (السيد) وهي بعنوان :
* حكم إطلاق كلمة ( سيد ) على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ! :
أن الشرك له أقسام كثيرة ، والذي يهمنا الآن هو التفصيل الآتي : شرك اعتقادي ، وشرك لفظي ، فحينما نهى الرسول - عليه الصلاة والسلام - أولئك وقال لهم : ( السيد الله ) خشي عليهم أن يقعوا في الشرك اللفظي ، أي : أن يقولوا لفظًا يمكن أن يطلق على الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، لكن المعنى الحقيقي له إنما هو لله تبارك وتعالى ، فبيانًا لهذه الحقيقة قال : ( السيد الله ) وبيانًا للسيادة اللائقة به عليه الصلاة والسلام - ، التي هي دون ودون ودون - أكرر ملايين ( دون ) سيادة الله الحقيقية ، هي هذه السيادة التي قال : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ، أنا سيد ولد آدم ) .
فبناء على هذا التفصيل : إذا قال المسلم في بعض الأحيان : سيدنا رسول الله ، وهو إنما يعني السيادة اللائقة به ، وهو نبي مصطفىً مخلوق ، فهذا جائز بلا شك ؛ لأنه سيد حقًاؤ، لكن إذا قال : سيدنا ، وضمن هذه اللفظة معنىً فوق مستوى البشر ، فحين ذلك يقال له :
السيد الله ، السيادة الحقيقية هي لله عز وجل .
ونجد أن الصحابة - رضي الله عنهم - نادرًا ما كانوا يستعملون لفظة السيادة هذه ؛ لأن الغالب عليهم أنهم يقولون : قال رسول الله ، وإنما جاء في حديث موقوف في " سنن ابن ماجة " على ابن مسعود ، أنه ذكر الرسول - عليه الصلاة والسلام - لفظ : (سيد المرسلين ) ومع ذلك ففي السند ضعف .
فإذا قال المسلم أحيانًا : قال سيدنا رسول الله ، من باب بيان أن
للرسول - عليه الصلاة والسلام - هذه السيادة على جميع البشر - كما سمعتم آنفًا - ؛ فهذا حق ، لكن الغالب أن يقول : قال رسول الله ، قال - عليه الصلاة والسلام - ... كما جرى عليه السلف الصالح ، إلا في العبادات في الأوراد والأذكار التي جاءتنا عن الرسول - صلى الله عليه وسلم - تعليمًا منه لنا ، فلا يجوز أن ندخل لفظة سيد في ورد من تلك الأوراد ؛ وذلك لأن التعليم النبوي للمسلمين ليس فيه نقص حتى يأتي أحدنا فيستدرك هذا النقص عليه .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .