أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــة الثامنة والعشرون بعد المائتـــن في موضــــوع المحصي

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : فهذه الحلقة

الثامنة والعشرون  بعد المائتين في موضوع (المحصي) وهي بعنوان:

*اسم الله المحيط وآثاره الإيمانية :

   إن تدبر معاني أسماء الله وصفاته تورث في قلب العبد الخوف من الله - عز وجل- والحياء منه ومراقبته سبحانه في كل شيء؛  فيزيد الإيمان وتستقيم الأحوال وتتنزل الرحمات وتتابع النعم وإن من أسماء الله التي ينبغي أن تدبر معناها ودلالتها ؛ اسم الله " المحيط " ؛ والمحيط اسم من أسماء الله تعالى، وصفة من صفاته، حيث قال تعالى: (وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ) [البقرة: من الآية19]، وقال: (وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ) [البروج:20]، وقال سبحانه: (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) [الطلاق: من الآية12].

ومعنى اسم الله "المحيط: الذّي أحاطت قدرته بجميع خلقه، وهو الّذي أحاط بكلّ شيء علما، وأحصى كلّ شيء عددا ".

قال السّعدي في "تفسيره":" وهو الّذي أحاط بكلّ شيء علما، وقدرة، ورحمة، وقهرا، وقد أحاط علمه بجميع المعلومات، وبصره بجميع المُبْصَرات، وسمعه بجميع المسموعات، ونفدت مشيئته وقدرته بجميع الموجودات، ووسعت رحمته أهل الأرض والسّماوات، وقهر بعزّته كلّ مخلوق، ودانت له جميع الأشياء ".

وقيل "المحيط": الذي لا يقدر على الفرار منه، وهذه الصفة ليست حقاً إلا لله جل ثناؤه، وهي راجعة إلى كمال العلم والقدرة، وانتفاء الغفلة والعجز عنه.

يقول ابن القيم: "قد دلَّ العقل والفطرة، وجميع كتب الله السماوية على أن الله تعالى عالٍ على خلقه؛ فوق جميع المخلوقات، وهو مستوٍ على عرشه ، وعرشه فوق السماوات كلِّها، فهو سبحانه (مُحيطٌ) بالعالم كلِّه".

وكان من دعاءه صل الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم ( اللهم رب السماوات ورب الأرض ورب العرش العظيم، ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى، ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان، أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته، اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، وأغننا من الفقر).

وصفة الإحاطة صفة تفرد لا تليق إلا بالله وحده جل ثناؤه، وهي راجعة إلى كمال العلم والقدرة، وانتفاء الغفلة والعجز عنه .

ودلالة اسم الله المحيط؛  أن احاطته بجميع مخلوقاته: إحاطة علم ، فلا يعزب عنه من خلقه مثقال ذرة، و إحاطة قدرة فلا يعجزه شيء في الأرض و لا في السماء ، و إحاطة قهر فلا يقدرون على فوته أو الفرار سبحانه.

  إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .