أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــة الرابعة عشرة بعد المائتـــن في موضــــوع المحصي

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : فهذه الحلقة

الرابعة عشرة  بعد المائتين في موضوع (المحصي) وهي بعنوان:

*كِتَابُ الْمُحَاسَبَةِ وَالْمُرَاقَبَة : بَيَانُ لُزُومِ الْمُحَاسَبَةِ :

لكن الله ـ تعالى ـ ذكر أنه لا يمتنع عليه شيء من أعمال عباده، الخردل التي لا تزن شيء لو كانت في صخرة أمنع ما يكون، أو كانت في السماء والأرض أوسع ما يكون، يأت بها الله. كما قال ـ تعالى ـ: ﴿فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ﴾  وزن، ﴿ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه  وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَه﴾  . والإحصاء ليس إحصاء دون توثيق بل إحصاء موثق كما قال الله ـ تعالى ـ: ﴿إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ﴾  ، وكما قال ـ تعالى ـ :    ﴿إِنَّا كُنَّا نَسْتَنسِخُ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ﴾  أي نكتب كل ما يصدر عنك، وقال ـ تعالى ـ: ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾  .

هذا كله إحصاء فلا يضيع من العمل شيء، ولهذا ينبغي لك أن تعلم أن ما كان من عملك فإنه محفوظ إن خيرًا فخير، وإن شر فلا تلومن إلا نفسك، ولذلك قال: «إنَّما هِيَ أعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ» وهذا الإحصاء، «ثُمَّ أوَفِّيكُمْ إيَّاهَا» التوفية التقبيض، والتقبيض بالجزاء، والإثابة في الصالح، والمعاقبة في السيئ أوفيكم إياها. طيب الناس ينقسمون في التوفية إلى قسمين، الناس ينقسمون في توفية العمل إلى قسمين: سعداء وأشقياء، فمن وجد خيرًا وهم السعداء فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك يعني ما وجد خيرًا وهو الشر والعقوبة فلا يلومن إلا نفسه، أي لا يتوجه باللوم إلا غيره لأنه حصاد عمله.

فإذا وجد خيرًا فليحمد الله، لماذا يحمد الله؟ يحمد الله لأنه هو الذي يسر له ذلك فهداه، بين له الحق،وأعانه على العمل به هداية توفيق وإلهام، ثم تفضل عليه بالقبول ،ثم تفضل عليه بحفظ ذلك وعدم إضاعته،ثم تفضل عليه بإثابته،وكل هذايستوجب  الحمد.       الآن أنت لو تقدم لشخص إحسان وينساه، تجد أنك يعني أحسنت إليه ونسي إحسانك تجد في نفسك أحيانًا لاسيما الذي لا يغيب عنه إحسانه، يتذكر إحسانه إلى الناس،الله جل في علاه ما يكون من عمل صالح لا يضيع فتحمد الله أن حفظ عملك الصالح فتسر به وتجزى به، يقبله ويجازيك عليه، ولهذا تحمد الله الذي دلك على العمل الصالح،ثم يسره لك عملًا، ثم تفضل بقبوله، ثم تفضل بحفظه، ثم تفضل بالإثابة عليه، كل هذا مما يستوجب حمده جل في علاه، وكل ذلك بفضله ورحمته، وأعلموا أن أحدًا منكم لن يدخل الجنة بعمله.

  إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .