أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــة الخامسة والعشرون بعد المائة في موضــــوع المحصي

نبذة عن الصوت

بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : فهذه الحلقة

الخامسة والعشرون بعد المائة في موضوع (المحصي) وهي بعنوان:

* تَعْدَادُ النِّعَم (إحصائها ) :

إن تَعداد النِّعم واستشعار تفضل الله بها يُعدُّ بابًا من أبواب شكر النعمة ، وقد قال الله تعالى لنبيه ومصطفاه صلى الله عليه وسلم :{وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}[الضحى:11] ، والمراد بالتحدُّث بالنعم : أي على وجه استشعار تفضُّل الله بها وأنها إنما وصلتْه منه وبفضله ومنِّه جلَّ في علاه . والله عز وجل يحب الحمد والثناء ، وهو أهل الحمد والثناء والمجد جلَّ في علاه .

ينبغي على المسلم أن يستشعر دومًا وأبدًا نعَم الله عليه المتوالية وآلاءه المتتالية ، وأن يستشعر عظيم الفضل وجزيل المنة ليُثمر ذلك حمدًا وثناء وشكرًا للمنعِم جلَّ في علاه .

نحن في هذه الأيام نعيش أثَر طاعةٍ عظيمة وعبادةٍ جليلة يسَّر الله عز وجل للقيام بها من يسَّر من عباده ؛ ولهذا ينبغي على من أكرمه الله بالحج أن يستشعر هذه النعمة ؛ نعمة التيسير لحج بيته الحرام، وأن يستشعر في الوقت نفسه ما اكتنف هذه النعمة من نعَم .

روى الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره عن سعيد بن إياس الجُريري عن أبي نضرة العبدي -وهو تابعي جليل روى عن جمْعٍ من الصحابة- قال : «كان المسلمون -ويعني بذلك الصحابة حيث أدرك عددًا منهم- يرون أن من شُكْرِ النِّعَم أن يُحَدِّثَ بها» ومعنى التحدث بها : أي على وجه الاستشعار أنها من الله ، فيقول على إثر النعمة : أنعم الله عليَّ بكذا ، ويسَّر لي كذا ، وتفضَّل عليَّ بكذا ؛ فإنَّ هذا باٌب من أبواب شكر المنعِم جل في علاه .

وانظروا -رعاكم الله- أثر هذا الخبر العظيم على راويه سعيد بن إياس الجريري رحمه الله ؛ فقد روى أبو نُعيم في الحلية عن سلَّام بن أبي مطيع قال : أتينا سعيد بن إياس الجريري وكان قد قدِم من الحج فكان يقول : «أَبْلَانَا اللهُ فِي سَفَرِنَا كَذَا ، وَأَبْلَانَا فِي سَفَرِنَا كَذَا -يعدِّد نعم الله عليه في حجِّه لبيته الحرام- ثُمَّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ إِنَّ تَعْدَادَ النَّعَمِ مِنَ الشُّكْرِ » .

   إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .