أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــــــة الثانية عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــوع المحصي
نبذة عن الصوت
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد : فهذه الحلقة
الثانية عشرة بعد المائة في موضوع (المحصي) وهي بعنوان:
* فوائد مستنبطة من قول الله عز وجل﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ :
فيقول الله عزَّ وجل: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34]، وقال عزَّ وجل: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [النحل: 18]وفي هاتين الآيتَين الكريمتين تَنبيهٌ على جملة من الفوائد، كما
ذكَر أهلُ العلم رحمهم الله، ومنها:
1) أنَّ النِّعَم كلها هي من الله عزَّ وجلَّ وحده لا أحد سواه.
2) إرشاد العِباد إلى طلَب النِّعَم والتزوُّد منها من الله عزَّ وجلَّ لا من أحدٍ سواه.
3) أنَّ الله عزَّ وجلَّ قد أسبغ على جميع خلقه وعباده هذه النِّعَم ظاهرةً وباطنة.
4) أنَّه لا سبيل له إلى ضَبط أجناس هذه النِّعم، فضلًا عن أنواعها أو عن أفرادها، ويَكفي أنَّ مِن بعض أنواعه نِعمة النَّفَس التي لا تَكاد تَخطر ببال العبد؛ فإنَّ له عليه في كل يوم وليلة: أربعة وعشرين ألف نِعمة، فإنَّه يتنفَّس في اليوم والليلة أربعة وعشرين ألف نفَسٍ، وكل نفَس نِعمةٌ منه عزَّ وجلَّ، فإذا كان أدنى نِعمة عليه في كلِّ يوم أربعة وعشرين ألف نِعمة؛ فما الظنُّ بما فوق ذلك وأعظم منه؟!
5) أنَّ النِّعمة من جِنس الإحسان؛ بل هي الإحسانُ، والله عزَّ وجلَّ إحسانه على البَرِّ والفاجِر، والمؤمِن والكافِر، وأمَّا الإحسان المطلَق، فهو للَّذين: ﴿ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ﴾ [النحل: 128].
6) أنَّ هذه النِّعَم ليس لأحدٍ - كائنًا مَن كان - أن يحصيها غير اللهِ؛ لكثرتها عليهم، وجهلِهم بها.
7) أنَّ دخول الجمْعِ يشعِر بالتحديد والتقييد بعدَد، وإفرادُه يشعِر بالمسمَّى مطلقًا من غير تحديدٍ؛ فالإفرادُ هنا أكمَل وأكثر معنًى من الجمْع،
وهذا بَديع جدًّا؛ أن يكون مدلول المفرد أكثر من مدلول الجمْعِ؛ ولهذا كان قوله عزَّ وجل: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ أعمَّ وأتمَّ معنًى من أن يقال: وإن تَعدوا نِعَم الله لا تُحصوها.
8) أنَّ هذه النِّعَم غير متناهية؛ ومنها الظَّاهرة ومنها الباطِنة، ومنها الجليَّة ومنها الخفيَّة، ومنها المجملة ومنها المفصَّلة.
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .