أسمــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــه الحلقــــــــــة الخامسة والأربعون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه الحلقة الخامسة والأربعون بعد المائة في موضوع (المقسط) من اسماء الله

الحسنى وصفا ته وهي بعنوان : خطبة عن اسم الله ( الْمُقْسِط ) :

ومن صفات المقسطين أنهم علموا أن الله سبحانه وتعالى من أسمائه المقسط :أي العدل فخافوا مقام ربهم، لعلمهم بقدرته عليهم، وأن مرجعهم إليه ،فينبئهم بأعمالهم ،ويجزيهم بها ،واستجابوا لأمر ربهم ،حين أمرهم بالقسط...

فهم المقسطون لأنهم أرادوا التخلق بالأخلاق التي يحبها الله ،ليفوزوا بمحبته ، وهم ينصفون المظلوم ولو على أنفسهم، وسلكوا بذلك نهج الأنبياء الذين يأمرون بالقسط،وبذلوا الجهود للتحلي بهذه الصفة وإقامة العدل في الأرض.

فإنَّ المؤمن عندما يكون مُقسطًا مع المؤمنين، فذلك من الخير الذي يمارسه المؤمن، وهو أمر أقرب ما يكون إلى الطبيعي؛ لتماثل العقائد، وتشابه الفكر، ووحدة الهمِّ، وعقيدة الولاء، فالمؤمنون أبناء جلدة واحدة، يربطهم دين واحد، ومصير واحد، ومع كل هذا فقد أمرنا الله جل جلاله في كتابه أن نقسط في حكمنا بين المؤمنين، ولكن الأجر الأعظم والمقام الأجود هو أن تقسط مع غير المؤمنين، من الذين يعادونك، ويُسيئون إليك،  إن المؤمنين المقسطين قد طهَّر الله جل جلاله قلوبهم من حظوظ النفس، فهم يقسطون مع الأعداء قبل الأصدقاء، وذلك يتطلب الوعي الراشد ،والفهم الدقيق من مراد التشـريع، ثم الصبر العظيم على ذلك، وهذا هو خُلُق الأنبياء عليهم السلام.

قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8]،

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .