أسمــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــه الحلقــــــــــة الخامسة والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة والثلاثون بعد المائة في موضوع (المقسط) من اسماء الله

الحسنى وصفا ته وهي بعنوان:

العدل يوم القيامة أن يوالي كل إنسان ما كان يعبد في الدنيا :

ولذلك كان الدعاء المفرج للكرب محض التوحيد وهو(لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض رب العرش الكريم )، وفي الترمذي وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم: ( دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه [ لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ] ).

   فالتوحيد يدخل العبد على الله، والاستغفار والتوبة يرفع المانع ويزيل الحجاب الذي يحجب القلب عن الوصول إليه؛ فإذا وصل القلب إليه زال عنه همه وغمه وحزنه، وإذا انقطع عنه حصرته الهموم والغموم والأحزان وأتته من كل طريق ودخلت عليه من كل باب، فلذلك صدر هذا الدعاء المذهب للهم والغم والحزن بالاعتراف له بالعبودية حقا منه ومن آياته، وثم أتبع ذلك باعترافه بأنه في قبضته وملكه وتحت تصرفه بكون ناصيته في يده يصرفه كيف يشاء كما يقاد من أمسك بناصيته شديد القوى لا يستطيع إلا القياد له، ثم اتبع ذلك بإقراره له بنفاذ حكمه فيه وجريانه عليه شاء أم أبى وإذا حكم فيه بحكم لم يستطع غيره برده أبدا وهذا اعتراف لربه بكمال القدرة عليه واعتراف من نفسه بغاية العجز الضعف فكأنه قال: أنا عبد ضعيف مسكين يحكم فيه قوي قاهر غالب وإذا حكم فيه بحكم مضى حكمه فيه ولا بد، ثم اتبع ذلك باعترافه بأن كل حكم وكل قضية ينفذها فيه هذا الحاكم فهي عدل محض منه لا جور فيها ولا ظلم بوجه من الوجوه فقال: ( ماض فيّ حكمك عدل فيّ قضائك ) وهذا يعم جميع أقضيته سبحانه في عبده، قضائه السابق فيه قبل إيجاده، وقضائه فيه المقارن لحياته، وقضائه فيه بعد مماته، وقضائه فيه يوم معاده، ويتناول قضاءه فيه بالذنب وقضائه فيه بالجزاء عليه، ومن لم يثلج صدره لهذا ويكون له كالعلم الضروري لم يعرف ربه وكماله ونفسه وعينه ولا عدل في حكمه بل هو جهول ظلوم فلا علم ولا إنصاف ... قال تعالى: { إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } هود: ٥٦

[ انظر الى كتاب العدل – تأ ليف الدكتور : مسفر بن سعيد دماس الغامدي ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .