أسمــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــه الحلقــــــــــة الثانية والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع المقسط
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثانية والثلاثون بعد المائة في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفا ته وهي بعنوان: العدل أساس لسائر الأساسات :
فبدأ سبحانه بنفسه ثم ثنى بملائكته ثم ثلث بالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء ففي تعظيمهم وتوقيرهم وتقريبهم امتثال لأمر الله وتعظيم لمن أثنى الله تعالى عليه واستمالة لقلوب الرعية فلا يقطع أمرا دونهم ولا يفصل أمرا ولا حكما إلا بمشاورتهم لأنه في ملك الله يحكم وفي رعيته يتصرف وفي شريعته يقطع ينزل نفسه مع الله تعالى منزلة ولاته معه.
وأقل الواجبات على السلطان أن ينزل نفسه مع الله تعالى منزلة ولاته معه أليس إذا خالف واليه أمره وما رسم به له من الأحكام عزله وعاقبه ولم يأمن سطوته وإذا امتثل أوامره وانتهى عن مناهيه حل عنده محل الرضا فواعجبا ممن يغضب على واليه إذا خالفه ثم لا يخاف سطوة ربه
عليه إذا خالفه .
قال الطحاوي: ونحب أهل العدل والأمانة ونبغض أهل الجور والخيانة .َ سَبَ إبليس إلى الله الجور وعدم العدل فَكَفَرَ
إبليس كفر بنسبة الله تعالى إلى الجور وأنه أمر بالسجود لمن هو أولى أن يسجد له وأن ذلك ليس عدلا لقوله: { قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌمِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ} الأعراف: ١٢
فهذا منه إشارة إلى التجوير والتسفيه ومن نسب الله تعالى إلى ذلك فلا
شك في كفره فهذه الجراءة على الله تعالى هي سبب كفره ولا يقال إنما كفر بسبب الكبر على آدم لقوله: [ أنا خير منه ] فإنه كان يلزم منه أن كل متكبر كافر وليس الأمر كذلك نعم أن من تكبر على الله تعالى وعن أن يكون مطيعا له في أوامره فهو كافر .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .