أسمــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــه الحلقــــــــــة الثلاثـــــــــون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع المقسط
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة الثلاثون بعد المائة في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى
وصفا ته وهي بعنوان:هدايته العبد فضل ورحمة وإضلاله عدل منه وحكمة
ومن وقاه الله السيئات وأعاذه منها فقد وقاه عقوبتها من باب الاستلزام فإذا علم أن موجب السيئات هو الظلم والجهل وذلك من نفس العبد وهي أمور ذاتية لها وأن السيئات هي موجب العقوبة والعقوبة من الله عدل محض وإنما تكون شرا في حق العبد لما يلحقه من ألمها وذلك بما كسبت يداه جزاء وفاقا كما قال تعالى: { وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ } الشورى: ٣٠
وقال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَٰكِنَّ النَّاسَ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} يونس: ٤٤ ، فأفعال الله عز وجل كلها خيربصدورها عن علمه وحكمته وعدله وغناه التي هي من صفات ذاته فإذا أراد بعبده الخير أعطاه من فضله علما وعدلا وحكمة، فيصدر منه الإحسان والطاعة والبر والخير وإذا أراد به شرا أمسكه عنه وخلاه ودواعي نفسه وطبعه وموجبها فصدر منه موجب الجهل والظلم من كل شر وقبيح وليس منعه لذلك ظلما منه سبحانه فإنه فضله يؤتيه من يشاء وليس من منع فضله ظالما ولا سيما إذا منعه عن ممحل لا يستحقه ولا يليق به وأيضا فإن هذا الفضل هو توفيقه وإرادته تعالى أن يلطف بعبده ويعينه ويوفقه ولا يخلي بينه وبين نفسه وهذا محض فعله وفضله وهو أعلم بمن يصلح لذلك ولهذا قال تعالى: { وَكَذَٰلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لِّيَقُولُوا أَهَٰؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّن بَيْنِنَا ۗ أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ } الأنعام: ٥٣
ومن نعمه على عبده المؤمن ما ييسره له من الإيمان والحسنات فإنها من فضله وإحسانه ورحمته وحكمته وسيئات العبد من عدله وحكمته إذ كل نعمة منه فضل وكل نقمة منه عدل وهو لا يسأل عما يفعل لكمال حكمته ورحمته وعدله لا لمجرد قهره وقدرته .
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .