أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــة السادسة عشرة في موضـــــــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة السادسة عشرة في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : القسط والعدل في القرآن الكريم :

ومن أبرز مصاديق العدل وحماية الحقوق هو العدل والقسط في الحكم

والقضاء.. والقضاء بين الناس يقوم على اساس الادلة، فلا حكم في الشريعة الا بدليل.. وكما يقول الفقهاء فان ادلة الاثبات اربعة، هي:

 الأول : الاعتراف ؛ اعتراف من عليه الحق، وهو كما يقولون سيد الادلة.. والرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم  يقول: "اقرار العقلاء على انفسهم جائز".

والدليل الثاني هو: البيّنة، أي شهادة الشهود..

والدليل الثالث: هو اليمين

والدليل الرابع: هو علم القاضي اليقيني بالقضية المترافع فيها.. ويختلف

الفقهاء في هذا الدليل فبعضهم يعتمده فيجيز للقاضي ان يقضي بعلمه، وبعضهم لا يعتمده دليلاً في القضاء..

ونعود لبيان دعوة القرآن الى القسط والعدل في الشهادة لاحقاق الحق، ودرء الباطل.. قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (المائدة/ 8). ان القرآن يدعو المؤمنين ان يكونوا اقوياء في اقامة الحق والعدل واداء الشهادة.. وفي كل الظروف والاحوال، وان لا يتأثروا بظروف العداوة والبغضاء عند اداء الشهادة، فلتكن الشهادة شهادة عدل وقسط للقريب والبعيد، والعدو والصديق، من غير تفريق في اقامة القسط والعدل.. وكما يلزم الشهود باداء الشهادة بالقسط لئلا يضيع الحق غير متأثرين بضغوط او عدم مبالاة.. يسجل القرآن حكمه في قضايا المال والديون وحل النزاع، وواجب الشهود فيها.. قال تعالى: (وَلاَ يَأْبَ الشُّهَدَاء إِذَا مَا دُعُواْ وَلاَ تَسْأَمُوْا أَن تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَو كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلاَّ تَرْتَابُواْ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً تُدِيرُونَهَا بَيْنَكُمْ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَلاَّ تَكْتُبُوهَا وَأَشْهِدُواْ إِذَا تَبَايَعْتُمْ وَلاَ يُضَارَّ كَاتِبٌ وَلاَ شَهِيدٌ وَإِن تَفْعَلُواْ فَإِنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (البقرة/ 282).

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .