أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــة الخامسة عشرة في موضـــــــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة عشرة في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : القسط والعدل في القرآن الكريم :

ويتسامى الموقف الاخلاقي في دعوة القرآن وثقافته على كلّ الحزازات والنزاعات البشرية.. يتسامى نحو القيم.. قيم البر والقسط والمعروف حتى مع الذين يختلف المسلم معهم في الفكر والعقيدة.. انه يشيد بذلك صرح البناء الاجتماعي المدني، ويبني مجتمع العلاقات الإنسانية على اساس البر والقسط بين المسلم وغير المسلم الذي يسالم المسلمين ويتعايش معهم بسلام ووئام.. ولا يمارس العدوان.. بل نجد الثقافة القرآنية ودعوته تؤسس للمودة والتفاهم والتقارب والابتعاد عن العداوة بين المسلمين وغير المسلمين.. ذلك لانه يريد ان يبني مجتمع السلام المدني على اساس الحب والمودة والتعاون بين المكونات البشرية، وختام الاية يشعر بكل هذه المعاني.. فقد جاء فيها ان الله قدير رحيم غفور.. فهي تفهم ان الله قادر على ان يبدل العداوة بالمودة، وهو غفور رحيم يغفر الذنوب والاخطاء التي مارسها هؤلاء، ان هم اقلعوا عن ذلك.. قال تعالى : (عَسَى اللَّهُ أَن يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُم مِّنْهُم مَّوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الممتحنة/ 7). وقال سبحانه: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة/ 8).

  انه يدعو للقسط والبر وعمل المعروف حتى مع غير المسلمين الذين هم مسالمون ومتعايشون بتعاون وسلام..واذاً – ووفق ما نقرأ في هذه الاية فلا يريد القرآن ان يكون الخلاف الفكري في الدين والعقيدة والمذهب سبباً للقطيعة والعداوة والظلم.. بل هو يدعو الى التعامل والتعايش الإنساني بالقسط والعدل والبربين مكونات المجتمع وإن اختلفوا في الدين..

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .