أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــــــــة الحادية عشرة في موضـــــــــــــــــــــــوع المقسط

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله  وبعد : فهذه

الحلقة الحادية عشرة في موضوع (المقسط) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان : القسط والعدل في القرآن الكريم :

   وهو عدل حين يحاسبه ويجازيه على عمله.. ان خيراً فالجنة والنعيم، وان شراً فالعقاب والعذاب.. { وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ } (الانبياء/ 47).

  وهو عدل قائم بالقسط حين شرع له الشرائع والقوانين فلا ظلم ولا جور في أي تشريع او تكليف، فلا تكليف الا وفق طاقة الإنسان ووسعه: {لايكلف الله نفساً إلّا وسعها } (البقرة/ 286)، ولا تشريع ولا قانون الا ما هو محقق للحق والعدل ومصلحة العباد.. فان صفة المشرع القائم بالقسط متجلية في تشريعه وفي عموم افعاله، بل وفي صفة ذاته.. { وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ * قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُواْ وُجُوهَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ } (الأعراف/ 28ـ29).

ومحنة الإنسان ومشكلاته الكبرى وسر شقائه الاجتماعي هـو في غياب القسط والعدل.. وتتجسد تلك المعاناة في الأسرة وفي السلطة والدولة وفي العلاقات الاجتماعية.. بل وفي تعامل الإنسان مع نفسه وربه..

     وحين بدأ الله سبحانه بنفسه فوصفها بأنه قائم بالقسط أراد أن يتجسد القسط والعدل في سلوك الإنسان ووعيه وتفكيره وثقافته، وان يكون قائماً بالقسط بالمستوى البشري الذي يستطيع تحقيقه.. فكـأن الخطاب يقول : يا أيها الناس ان ربكم قائم بالقسط فكونوا انتم قوامين بالقسط أيضاً.. { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلَّهِ} (النساء/ 135). يوضح الرسول صلى الله عليه وسلم  هذه الدعوة بقوله: "تخلقوا بأخلاق الله".

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .