أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الثانية والستون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الثانية والستون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماءالله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان: *وعند الله تجتمع الخصوم :

وجماع القول في إثبات الصفات:‏ هو القول بما كان عليه سلف الأمة وأئمتها، وهو أن يوصف الله بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله، ويصان ذلك عن التحريف والتمثيل، والتكييف والتعطيل؛ فإن الله ليس كمثله شيء لا في ذاته ولا في صفاته ولا في أفعاله، فمن نفى صفاته كان معطلاً، ومن مثل صفاته بصفات مخلوقاته كان ممثلاً، والواجب إثبات الصفات ونفي مماثلتها لصفات المخلوقات، إثباتاً بلا تشبيه وتنزيها بلا تعطيل، كما قال تعالى:‏ ‏{‏‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}‏‏، فهذا رد على الممثلة، ‏{‏‏وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}‏‏ ‏[‏الشورى:‏ 11‏]‏، رد على المعطلة فالممثل يعبد صنماً والمعطل يعبد عدماً.‏

وطريقة الرسل صلوات الله عليهم إثبات صفات الكمال لله على وجه التفصيل، وتنزيهه بالقول المطلق عن التمثيل، فطريقتهم إثبات مفصل ونفي مجمل، وأما الملاحدة من المتفلسفة، والقرامطة والجهمية، ونحوهم، فبالعكس؛ نفي مفصل، وإثبات مجمل.‏

فالله تعالى أخبر في كتابه:‏إنه‏{‏‏بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}‏‏ ‏[‏الشورى:‏12‏]‏، وإنه ‏{‏‏عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ‏}‏‏ ‏[‏آل عمران:‏29‏]‏، وإنه ‏{‏‏غَفُورٌ رَّحِيمٌ}‏‏، ‏{‏‏عَزِيزٌ حَكِيمٌ‏}‏‏، ‏{‏‏سَمِيعٌ بَصِيرٌ‏}‏‏، ‏{‏‏خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏‏ ‏[‏الفرقان:‏59، السجدة:‏4‏]‏ وأنه يحب المتقين، ويرضى عن المؤمنين، ويغضب على الكافرين، وأنه فعال لما يريد، وأنه كلم موسى تكليماً وناداه من جانب الطور الأيمن وقربه نجيا، وأنه ينادى عباده فيقول:‏‏{‏‏أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ}‏‏ ‏[‏القصص:‏62‏]‏، وأمثال ذلك، وقال تعالى:‏ ‏{‏‏لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}‏‏ ‏[‏الشورى:‏11‏]‏،

‏{‏‏هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً‏}‏‏ ‏[‏مريم:‏65‏]‏، ‏{‏‏وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ‏}‏‏ ‏[‏الإخلاص:‏4‏]‏.‏

فبين بذلك أن الله لا مثل له ولا سمى ولا كفو، فلا يجوز أن يكون شيء من صفاته مماثلاً لشيء مـن صفات المخلوقات، ولا أن يكون المخلوق مكافئاً ولا مسامياً لـه في شيء من صفاته سبحانه وتعالى.‏

وأما الملاحدة فقلبوا الأمر، وأخذوا يشبهونه بالمعدومات والممتنعات والمتناقضات، فغلاتهم يقولون:‏لا حي ولا ميت، ولا عالم ولا جاهل، ولا سميع ولا أصم، ولا متكلم ولا أخرس، بل قد يقولون:‏لا موجود ولا معدوم، ولا هو شيء ولا ليس بشيء.‏وآخرون يقولون:‏ لا داخل العالم ولا خارجه، ولا مباين للعالم ولا حال فيه، وأمثال هذه العبارات التي ينفون بها الأمور المتقابلة التي لا يمكن انتفاؤها معاً، كما يقول محققو هؤلاء:‏ إنه وجود مطلق.‏

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .