أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الواحدة والخمسون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والخمسون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماءالله الحسنى وصفاته وهي بعنوان: * ازرع ما تريد حصاده :

  يقول الإمام ابن القيِّم رحمه الله: “ولذلك كان الجزاء مُماثلاً للعمل من جنسه في الخير والشر، فمَن سَتَر مُسلمًا ستَره الله، ومن يسَّر على مُعسِر يسَّر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن نفَّس عن مؤمنٍ كُرْبة من كُرَب الدنيا نفَّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن أقال نادمًا أقال الله عثرتَه يوم القيامة، ومن تتبَّع عورة أخيه المسلم تتبَّع الله عورتَه، ومن ضارَّ مسلمًا ضارَّ الله به، ومن شاقَّ شاقَّ الله عليه، ومن خذَل مسلمًا في موضع يجب نصرتُه فيه خذَله الله في موضِع يجب نصرتُه فيه، ومَن سمَح سمَح الله له، والراحمون يرحَمهم الرحمن، وإنما يرحَم الله من عباده الرحماء، ومن أنفَق أنفَق الله عليه، ومن أوعى أوعى عليه، ومن عفا عن حقِّه عفا الله له عن حقِّه، ومن تجاوَز تجاوَز الله عنه، ومن استقصى استقصى الله عليه” (أعلام الموقعين).

الجزاء من جنس العمل، وكما تَدين تدان، وكما تزرع تحصد.. هذه السنّة ليست في معاملة الخلق بعضهم لبعض، فحسب، إنّما هي أيضا فيما بين العبد وربّه، إن أحسن العبد بينه وبين خالقه، فأطاعه وخافه واتّقاه وتقرّب إليه، جزاه الله خيرا في الدّنيا قبل الآخرة، ومن أساء فيما

بينه وبين خالقه، فعصاه وغفل عن طاعته، جزاه الله سوءًا في الدّنيا

قبل الآخرة، يقول سبحانه وتعالى: ((فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا

يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)).

من حافظ على صلاته وأطال وقوفه بين يدي الله ليلاً ونهاراً لله، وتحملّ  المشقّة في مرضاة الله وطاعته، خفّف الله عنه وقوفه عند حاجته، فتقضى حاجاته أينما ذهب بسهولة ويسر، في المستشفيات والإدارات ومراكز البريد والضّمان، وفي كلّ مكان، ومن تهاون في صلاته ونقرها نقر الغراب وسرق من قيامها وركوعها وسجودها، أطال الله وقوفه عند حاجاته في هذه الدّنيا، فلا يتّجه إلى مصلحة أو إدارة ولا يطرق بابا إلا تعسّرت أموره وطال وقوفه وانتظاره.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .