أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة السابعة والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السابعة والثلاثون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء

 الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*لتؤدن الحقوق إلى أهلها : 

   ليؤدي صاحب الذمة غير البريئة، أولئك الذين يأكلون أتعاب العمّال والموظفين والصنايعية والزراع وغيرهم، ويقضمون أجورهم، ويؤخرون دفعها، ويحرمونهم من مستحقاتهم، ليؤدّنها إلى أصحابها يوم القيامة، قلّتْ أو كثرتْ، وشاءوا أم أبوا، لا بد أن يدانوا ويحاسبوا.

ويا ليتهم، يا ليتهم يعلمون مَن خصْمهم يوم القيامة! استمع معي -يا عبد الله-

مَن هو خصمهم يوم القيامة: قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة"، وذكر منهم: "رجلا استأجرا أجيرا فاستوفى منه عمله، ثم أكل حقه ولم يعطه أجره".

فخصمك، يا من تأكل أتعاب العمال وحقوقهم، هو رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنفسه، ومتى؟ يوم القيامة! وأين؟ بين يدي الواحد الديّان! فَدَعْ هذه الدريهماتِ التي أخذتَها من غير حِلِّها تنفعك يومها.  ليؤدّ صاحب الذمة غير البريئة الحق إلى أهله، أولئك الآباء والإخوة، الذين يغادرون الدنيا وقد أكلوا حقوق بناتهم وأخواتهم من الميراث وحرموهن، لَيُؤَدُّنّها إلى أهلها بأمر الله الواحد الديّان -سبحانه-.

ألم يعلم هؤلاء ذلك التحذير الشديد من رسول الله حينما قال -صلى الله عليه وسلم-: "إنّ الرجل لَيَعْبُد الله ستين سنة، ثم يكون في آخر عمره، فيجور في وصيته، فيكبه الله في النار".

ما العمل؟ ما طريق الخلاص؟ ما سبيل النجاة؟.

العمل هو: أن تسارع -أيها العبد- إلى إبراء ذمتك من حقوق العباد كما

أمرك رسول الله محمد -صلى الله عليه وسلم-، فقد قال: "مَن كانت له مَظْلَمَة لأخيه من عِرضه أو شيء فلْيَتَحَلَّلْهُ منه اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم".

ومن عمل ما أمره به النبي -صلى الله عليه وسلم- ظفر بدعوته -صلى الله عليه وسلم- عندما دعا فقال: "رحم الله عبداً كانت لأخيه عنده مظلمة في عِرْضٍ أو مالٍ فجاءه فاستحله".

وأما من لم يعمل بأمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هذا، فلم يسارع إلى إبراء ذمته من حقوق العباد، فليعلم أن محكمة العدل الأخروية في انتظاره، إنها محكمة الله -سبحانه-: الحكم العدل، الواحد الديان -سبحانه-.

محكمة، كتب الله عليها: (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) [الأنبياء:47].محكمة، قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في ميزانها، حينما مر ذات يوم، فرأى شاتين تنطحان، فقال لأبي ذر -رضي الله عنه-: "هل تدري فيما تنطحان؟" قال:لا. قال: "ولكن الله يدري، وسيقضي بينهما".

محكمة قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- في قاضيها: "إياكم والظلمَ! فإنّ الله يعزم يوم القيامة، فيقول: وعزتي وجلالي، لا يجوزني اليوم ظلم!".

فإذا ظلمتَ ومرت مظلمتك على الخلق وطويتها عن أنظارهم بأساليبك

الخبيثة، فاعلم أن الخالق العظيم أقسم بعزته وجلاله قسما لا يرد، أن

هذه المظلمة لن تمر من بين يديه -سبحانه- من دون حساب، ولن يفلت صاحبها من عدل رب العزة -سبحانه-.

  إن هناك أمرا عجيبا أريد أن أقوله لكل عبد مؤمن بالله. هل تعلم أنك لم تدخل الجنة كائنا من كنت، ولو كنت صواما قواما، أوعالما أو عابداً، أومجاهداً، أوداعية أوشهيداً، لن تدخل الجنة وهناك مسلم في أرض المحشر له حق في ذمتك قليلا كان أم كثيرا، ماديا كان أم معنويا؟.

لماذا؟ وَمن قال ذلك؟ استمِع إلى كلام الوحي: يقول الرسول -صلى الله

عليه وسلم-: "لا يحل لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة، ولأحد قِبَله (عنده) مظلمة"."لتؤدون الحقوق إلى أهلها".

[ الأنترنت – موقع الخطباء  - لتؤدن الحقوق إلى أهلها – خطبة جمعة - عدنان مصطفى خطاطبة ]

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .