أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة السادسة والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والثلاثون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء

 الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*لتؤدن الحقوق إلى أهلها : 

    إن ممّا تساهل به الناس اليوم، وكثر فعله وانتشرت صوره، أن صاحب الوظيفة أو المنصب، يقبض بسبب عمله مبالغ من المال من تحت السجاد، وبطرق ملتوية، وتحت مسمى هدايا وأعطيات من مختلف الأبواب؛ هو لا يُعْطاها إلا بسبب وظيفته أو منصبه، وفي مقابل عمل يعمله، تتطلبه منه أصلا وظيفته، فيستغل منصبه ووظيفته فيقبض فوق راتبه رواتب.

حتى بات كثير من الناس يظن أن لا بأس بهذا، ولكن الرسول -صلى

الله عليه وسلم- أعلمنا أن في ذلك كل البأس والمأخذ.

قد روى الإمام مسلم في صحيحه، أن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، استعمل رجلاً من الأزْد، يقال له: ابن اللتْبية على الصدقة، فلما قدم بها، قال هذا

لكم، أيْ ما جمعه من أموال الصدقات لم يكتم منه شيئا، ثم قال وهذا أهدي إلي.

قال راوي الحديث: فقام الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم

قال: أما بعد: "فإني أستعمل الرجل منكم على العمل مما ولاّنِي الله،

فيأتي، فيقول: هذا لكم، وهذا هدية، أهديت إلي؛ أفلا جلس في بيت

 أبيه وأمّه حتى تأتيه هديته إنْ كان صادقاً؟"، أي: مَنْ يقدم لك شيئا لا يقدمه لسواد عيونك؛ بل فيه مصالح ومآرب أخرى!.

ثم قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- مقسما بالله: "والله! لا يأخذ أحد منكم شيئا بغير حقه، إلا لقي الله يحمله يوم القيامة".

ثم قال محذراً ومنذراً ومخوفاً: "لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يجيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ بَعِيرٌ لَهُ رُغَاءٌ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أغثني! فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ".

لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يجيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ فَرَسٌ لَهُ حَمْحَمَةٌ فَيَقُولُ: يَا

رَسُولَ اللَّهِ، أغثني! فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يجيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ شَاةٌ لَهَا ثُغَاءٌ يَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أغثني! فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يجيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ نَفْسٌ لَهَا صِيَاحٌ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أغثني! فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يجيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ رِقَاعٌ (متاع أو وثائق) تَخْفِقُ فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أغثني! فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ.

لاَ أُلْفِيَنَّ أَحَدَكُمْ يجيء يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى رَقَبَتِهِ صَامِتٌ (دنانير) فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أغثني! فَأَقُولُ لاَ أَمْلِكُ لَكَ شَيْئًا قَدْ أَبْلَغْتُكَ".

وتأملوا قوله -صلى الله عليه وسلم- على رقبته! لماذا قال على رقبته؟ لماذا ستُحْمل المسروقات وحقوق الناس على رقبته مَن أخذها بغير حق في أرض

المحشر، لماذا؟ قال العلماء: وذلك قصدا إلى فضحه على رؤوس الخلائق يوم القيامة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .