أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الخامسة والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسة والثلاثون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء

 الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*لتؤدن الحقوق إلى أهلها : 

ففي صحيح البخاري عن أبي هُرَيْرَةَ، -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-،قال: افْتَتَحْنَا خَيْبَرَ وَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا،وَلاَ فِضَّةً إِنَّمَا غَنِمْنَا الْبَقَرَ وَالإِبِلَ وَالْمَتَاعَ وَالْحَوَائِطَ، ثُمَّ انْصَرَفْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِلَى وَادِي الْقُرَى، وَمَعَهُ عَبْدٌ لَهُ يُقَالُ لَهُ مِدْعَمٌ أَهْدَاهُ لَهُ أَحَدُ بَنِي الضِّبَابِ.

فَبَيْنَمَا هُوَ يَحُطُّ رَحْلَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إِذْ جَاءَهُ سَهْمٌ عَائِرٌ حَتَّى أَصَابَ ذَلِكَ الْعَبْدَ فقتله، فَقَالَ النَّاسُ هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ الشَّمْلَةَ -ثوب- الَّتِي أَصَابَهَا يَوْمَ خَيْبَرَ مِنَ الْمَغَانِمِ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ لَتَشْتَعِلُ عَلَيْهِ نَارًا".

فَجَاءَ رَجُلٌ حِينَ سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- بِشِرَاكٍ، أَوْ بِشِرَاكَيْنِ، فَقَالَ هَذَا شَيْءٌ كُنْتُ أَصَبْتُهُ،فَقَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-:شِرَاكٌ،أَوْ شِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ".

حتى تعلم -يا عبد الله- أن السير في الدنيا لا بد فيه من مخافة الله

ومراقبته، وحساب الوقوف بين يديه، فحقوق الناس وحقوق الأمة، هدرُها وأكلُها بالحرام، عظيمة من العظائم؛ فلا تستقل ما تأكله من أموال الناس، ولا تستكثر، كلّه ستحاسب عليه، ففتّشْ نفسك ومتاعك، وسيارتك، ورقم حسابك، وجيبك، قبل أن تغادر مكان عملك أو وظيفتك أو سوقك، فتش مصادرك المالية قبل أن ترحل عنها وعن أهلها، هل دخل فيها شيء بغير حق مالا كان أو متاعا؟.                                                                              يا أيها المؤمنون: لنستمع وليستمع أولئك الذين يأكلون أموال الناس، وأموال المؤسسات والشركات بغير حق، قليلة كانت أو كثيرة، ويستهينون بها، ويستخفّون بأمرها، لنستمع جميعا على ماذا أقسم الرسول -صلى الله عليه وسلم-؛ لقد أقسم -صلى الله عليه وسلم- فقال: "والذي نفس محمد بيده! إن العبد ليقذف اللقمة الحرام في جوفه، ما يتقبل (الله) منه عمل أربعين يوما".

فلقْمة واحدة من الحرام لا يقبل الله من العبد عمل أربعين يوما؛ فماذا نقول للآلاف المؤلفة من أبناء هذه الأمة الذين غُذّيت أجسادهم بالحرام، ونمت لحوم أطفالهم من الحرام؟ وماذا نقول أمام مئات وآلاف القضايا المالية في المحاكم، حيث إنكار حقوق الآخرين وحيث النصب والاحتيال، وحيث الزور والبهتان؟.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .