أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الرابعة والثلاثون بعد المائة في موضــــــــــــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الرابعة والثلاثون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء

 الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*لتؤدن الحقوق إلى أهلها : 

من هنا كان من منهج القرآن الكريم إذا أراد أن يحذِّر الناس من أكل حقوق بعضهم بعضا، أنه يذكرهم بالآخرة، كما قال ربك -سبحانه- في سورة المطففين: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ * أَلا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ

مَبْعُوثُونَ* لِيَوْمٍ عَظِيمٍ* يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ) [المطففين،1-6].

فعلينا أن نكون حذرين من هذا اليوم العظيم، ولا يمكن لنا أن نسلم فيه إلا إذا خرجنا من الدنيا بذمة نقية.

ورغم تخويف الله لنا وتحذيره إيانا من أن نتعدى على حقوق العباد، ورغم نكير النبي -صلى الله عليك وسلم- على كل من يمد يده خلسة إلى ما لا يحل له فيأكل المال من غير حلّه، إلا إن أناسا من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- في زماننا هذا قد انتفخت بطونهم من الحرام، وترهلت أطرافهم من الربا، وتخرقت ذممهم من حقوق الآخرين، واسْودّت سجلاتهم من

كثرة تعدّيهم على أملاك الخلق وحقوقهم وأعراضهم.

ووالله! لكأنّ بعض الناس باتوا يعيشون على أنه لا آخرة! ويمسون على أن لاحساب،ويبيتون على أنه لا إله عدل إليه -سبحانه- سينقلبون!.

"لتؤدن الحقوق إلى أهلها"، لَيؤدي صاحب الذمة غير البريئة – الذي يأكل عقارات الآخرين وأراضيهم وأمثالها، قلّتْ أو كثرتْ، ليؤديها إلى صاحبها يوم القيامة شاءَ أم أبى، ولنْ يفلتَ من عدل الله وعقابه؛ لأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أيّما رجل ظلم شبراً من الأرض، كلّفه الله أنْ يحفره حتى يبلغ آخر سبع الأرضين، ثم يطوقه يوم القيامة، حتى يقضي الله بين الناس".

ولذلك؛ وكما في الصحيح، ادّعت أروى بنت أويس على سعيد بن زيد، أنّه أخذ شيئا من أرضها، فخاصمته إلى والي المدينة: مروان بن الحكم، فقال سعيد -ذلك المؤمن الذي امتلأ قلبه رهبه من الآخرة- قال: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ فقال له مروان بن الحكم: وما سمعت من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "مَن أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين يوم القيامة".

فقال له مروان: لا أسألك بيّنه بعد هذا، فقال سعيد بن زيد: "اللهم إنْ كانتْ كاذبة، فاعْمِ بصرها، واجعل قبرها في دارها".

قال الراوي: فرأيتها عمياء، تلتمس الجدر، تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد. فبينما هي تمشي في الدار، فمرت على بئر في الدار فوقعت فيه فكانت قبرها.

"لتؤدون الحقوق إلى أهلها": ليؤدي صاحب الذمة غير البريئة، ذلك الذي يأكل دراهم الناس ودنانيرهم، الذي يأكل أمتعة الناس، الذي يأكل

شيكات الناس، قلّتْ أو كثرتْ. ليؤديها إلى صاحبها يوم القيامة، شاء أم أبى، ولن يفلت من عدل الله وعقابه.

أيها الإخوة: إن الأمر جدا خطير، وإن العقبة حقاً كؤود. لماذا؟ استمعوا معي إلى ذلك الموقف الذي يضع الأمور في مواضعها بلامحاباة ولا جور. إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .