أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة السادسة والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والعشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

عاشرًا: الدين الحق يأمر بالفضائل وينهى عن الرذائل :

إذا كان الدين هو ما شرعه اللَّه سبحانه وتعالى للناس من أحكام ترشدهم إلى الحق في الاعتقادات والعبادات، وإلى الخير في السلوك والمعاملات، فلابد أن يكون في اتباع تعاليم الدين الحق صلاح البشرية دينًا ودنيا، لأن اللَّه هو الذي خلق الإنسان ويعلم ما ينفعه وما يضرّه، ويعلم عواقب الأمور، وحقائق الأشياء، وما هو كائن وما سيكون، ويعلم ما فيه السعادة للأفراد والمجتمعات، وما فيه الشر لهم.

وبما أن عقول البشر قاصرة، وقد يرى الإنسان بهواه النافع ضارًا والضار نافعًا متأثرًا بشهواته وتطلّعه للنفع العاجل اليسير، دون التفات إلى الضرر الآجل الجسيم، كما أن هذه العقول متفاوتة في نظرتها للأمور، فقد يكون الحسن عند أحدهم قبيحًا عند الآخر، وأهواء الناس تختلف ورغبات الناس تتنوع، ولو شرع الله لهم ما يوافق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومَن فيهن، وفي ذلك يقول اللَّه عزّ وجلّ في القرآن: وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيْهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُوْنَ (71) المؤمنون.

ولذلك كله وضع الله سبحانه وتعالى للناس دينًا ولم يكلهم لعقولهم القاصرة، ورسم لهم طريقًا يسيرون فيه، ووضع لها منهجًا يعملون بمقتضاه، وهو ما أرسل به رسله وأنزل به كتبه، فإذا قام الناس باتباع الرسل وعملوا بمقتضى الكتب صلحوا دينًا ودنيا، وإذا كانوا بخلاف ذلك فسدوا دينًا ودنيا. ولذلك كان لابد أن يأمر الدين الحق بالفضائل وينهى عن الرذائل، وأعظم فضيلة هي الإيمان، وأقبح رذيلة هي الكفر والشرك باللّه عزّ وجلّ. والدين الحق هو الدين الذي يدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأفعال، كالصدق والأمانة والحياء والعفاف والكرم الصبر والرحمة والعفو عن الناس، وينهى عن سيء الأخلاق والأفعال، كعقوق

الوالدين وقتل النفس والفواحش والكذب والظلم والبخل والفجور

والخمر والميسر والربا.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .