أسمــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــــــــــــــه الحلقــــــــة الخامسة والعشرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الخامسةوالعشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

ومن التناقض العجيب أيضًا، أن أحد مؤلفي الأناجيل المتضمن لها

 الكتاب المقدس للنصرانية، وهو متى، قد قام بتسجيل 26 اسمًا في سلسلة، مُدّعيًا بأنها سلسلة نسب المسيح من جهة أبيه، على الرغم من أن المسيح قد وُلِد من غير أب. أما لوقا (أحد مؤلفي الأناجيل)، فيضع هو الآخر في إنجيله نسبًا للمسيح، ولكنه لم يوافق متى على تلك السلسلة من النسب المزعوم للمسيح، ولم يكتف بـ (26) أبًا وجدًا لإلهه الذي يعبده (المسيح)، بل إنه سجل (41) أبًا وجدًّا لإلهه ومخلصه الذي يؤمن به. وفي كلتا سلسلتي النسب المزعوم للمسيح، بإنجيل متى ولوقا، لا يوجد اسم واحد مشترك، سوى اسم يوسف، الذي يزعم كل منهما (متى ولوقا) في غرابة ودهشة، أنه والد المسيح.

وفي سبيل معالجة هذه التناقضات، نجد من يضيف إلى الأناجيل، ويحذف منها، ويبّدل ويغيّر فيها، كيفما يمليه عليه عقله وهواه، كأن يتم

إضافة عبارة (على ما كان يُظن) بين علامتي تنصيص، في محاولة للخروج من ذلك المأزق ذا الحرج الشديد الذي أوقعهم فيه لوقا (أحد مؤلفي أناجيل النصرانية) في إنجيله، حيث نسب المسيح إلى أنه كان ابنَ يوسف، موضحًا سلسلة طويلة لنَسبه. ثم نجد المكر والخداع، والتحريف البيّن، بأن يتم حذف القوسين اللذين بداخلهما عبارة – على ما كان يُظن – لإدراجها داخل إنجيل لوقا كجزءٍ منه، غير مضاف إليه.

والمسيحيون يعتقدون بألوهية المسيح لأنه وُلد من غير أب، فلو تفكّروا في هذا الكون المرئي من حولهم للاحظوا أن المخلوقات فيه لا تعدو أن تكون واحدة من أربعة: إما إنسانًا أو حيوانًا أو نباتًا أو جمادًا، وهذا ما يُعرف عند العلماء بالقسمة الرباعية. وإذا تفكّروا في النوع الإنساني نفسه يجدونه يخضع لهذه القسمة الرباعية، حيث يهب اللَّهُ عز وجل لمن يشاء إناثاً فقط، ويهب لمن يشاء الذكور فقط، أو يجمع لمن يشاء بين الذكور والإناث، ويجعل من يشاء عقيماً. وكذلك هي القسمة الرباعية في أصل هذا النوع الإنساني، حيث خلق اللَّهُ عز وجل أبانا آدم – عليه السلام- بلا ذكر ولا أنثى، وخلق أمنا حواء من ذكر بلا أنثى، وخلق بقية البشر من ذكر وأنثى، ثم لتكتمل هذه القسمة الرباعية كان لا بد أن يكون من البشر ما هو مخلوق من أنثى بلا ذكر، وتحقّق ذلك في المسيح عيسى ابن مريم -عليه السلام-، الذي أراد اللَّهُ أن يكون في خلقه بهذه الطريقة آيةً للناس على كمال قدرته سبحانه وتعالى. فلو أن الله عز وجل أراد أن يخلق الملايين من المسيح لخلقهم بكلمة منه سبحانه وتعالى. ولو تفكر أهل الكتاب في هذه الحكمة من خلق عيسى –عليه السلام-، لما تشتتت بهم الأهواء، حتى أنزله اليهود إلى حضيض الجُناة، ورفعه النصارى إلى مقام الألوهية، وكلاهما على باطل.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .