أسمــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة العشـــــرون بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة العشرون بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

وبما أن أن الإسلام هو دين اللَّه الحق، فقد جاء مُناقضًا لما قد نسبته النصرانية واليهودية إلى أنبياء الله ورسله، ومُدافعًا عنهم، مما قد نُسب إليهم من ادّعاءات كاذبة وافتراءات باطلة، ومؤكدًا أن اللَّه عز وجل قد أرسل أنبيائه ورسله ليكونوا مصابيح هدى، يهتدي الناس بهم إلى الله تعالى عن طريق الاقتداء بهم وبأخلاقهم وأفعالهم، والانتهاج بمنهجهم الربّاني.

وقد أنزل الإسلام جميع الرسل والأنبياء منازلهم، ووصفهم بما يليق بهم، حيث نجد أن القرآن الكريم يُبجّل المسيح عليه السلام ويُكرمه كأحد أولي العزم من الرسل، أجرى الله تعالى على يديه الكثير من المعجزات كغيره من الأنبياء، تأييدًا لدعوته ورسالته، ويكرّم أمّه السيدة مريم العذراء –عليها السلام-، ويبرّئها مما قد لحق بها ونسبته إليها اليهود من الفحش والبغاء.

والقرآن هو الكتاب الوحيد الذي يُكرم أنبياء الله تعالى ورسله دون تمميز، ويحفظ لهم منزلتهم الرفيعة، ويشيد بأعمالهم وأخلاقهم السامية، ويدعو الناس للاقتداء بهم، ويدفع عنهم الشبهات التي لحقت بهم من أقوامهم. وقد اشتمل القرآن على قصّة 24 رسولًا مع أممهم وأقوامهم، ولذلك تكرّرت أسماؤهم في القرآن أكثر من 500 مرّة. موسى –عليه السلام- ورد ذكره في القرآن 136 مرّة، وعيسى –عليه السلام- ورد ذكره 25 مرّة، وورد لقبه "المسيح" في القرآن 11 مرّة، بينما تكرّر اسم "مُحمَّد" –صلى الله عليه وسلّم- في القرآن 4 مرّات وورد مرّة واحدة باسم "أحمد".

وفي ذلك كله دليل واضح على أن الإسلام، ودستوره القرآن، يقوم

على مبادئ سامية تنبذ العصبية العمياء، وتدعو إلى احترام رسل اللَّه جميعهم، والإيمان بهم وبما أُنزل عليهم من كتب؛ بل إن المسلم لا يكتمل إيمانه إلا بهذا المبدأ، وهو ما لا يوجد في أي ديانة أخرى غير الإسلام. وقد جاء ذلك صريحًا في أكثر من موضع في القرآن، منها قوله سبحانه وتعالى: قُوْلُوْا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوْبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوْتِيَ مُوْسَى وَعِيْسَى وَمَا أُوْتِيَ النَّبِيُّوْنَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُوْنَ (136) البقرة، ومنها قوله سبحانه وتعالى: آمَنَ الرَّسُوْلُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُوْنَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوْا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيْرُ (285) البقرة.

إذًا، وبنص القرآن الكريم، فإن المسلم مطالب بالإيمان بعيسى ابن مريم –عليه السلام- وأن هناك كتابًا اسمه الإنجيل أُنزل عليه، كما أنه مطالب بالإيمان بموسى –عليه السلام- وأن هناك كتابًا اسمه التوراة أُنزل عليه، ولكنه في الوقت نفسه، مطالب بالإيمان بأن النصارى قد حرّفوا الإنجيل وبدّلوه، وأن اليهود قد حرّفوا التوراة وأضاعوها، وأن التوراة والإنجيل الموجودة الآن بين أيدي اليهود والنصارى، أو ما يعرف عندهم بالعهدين القديم والجديد، محرفة مبدّلة، وليست كلام اللَّه، ولا كتاب اللَّه، وأنهما مليئتان بالأكاذيب والأباطيل، وأنه لا يجوز الإيمان بهما، أو التعبّد بمقتضاهما؛ لأن البديل عنهما هو القرآن، الصحيح الثابت المحفوظ، الباقي حتى قيام الساعة.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .