أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقــــــــة التاسعة عشرة بعد المائة في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة التاسعةعشرة بعدالمائة  في موضوع  ( الديّان ) من اسماء  الله

الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*من صفات الدين الحقّ :

ثامنًا: الدين الحق لا يفرّق بين رسل اللَّه :

الأنبياء والرسل هم خير الخلق وأفضلهم، لأنهم رسل اللَّه وخاصته،

أقرب الخلق إليه وسيلة، وأرفعهم عنده درجة، وأحبهم إليه وأكرمهم عليه، والواسطة بينه وبين خلقه في تبليغهم شرعه ومراده من عباده. وشرف الرسول من شرف الذي أرسله وشرف الرسالة التي يحملها. ويكفي من فضلهم على سائر البشر أن اللَّه عزّ وجلّ اختصهم بوحيه، وجعلهم قدوة وأئمة لعباده، فلا أحد يصل إلى ربه إلا من طريقهم، ولا أحد يدخل جنته إلا من خلفهم، فهم أكثر البشر فضلًا على البشر. ولذلك كان لابد للدين الحق أن يحترم الأنبياء والرسل ولا ينقص من

قدرهم، وأن لا يُفرّق بين أحد منهم لأنهم جميعًا رسل اللَّه اصطفاهم ورباهم وأدّبهم وأرسلهم إلى الناس.

وإذا تأمّلت هذا المبدأ، فستجد أن الإسلام هو الدين الوحيد الذي يدعو للإيمان بجميع الرسل، وبما أُنزل عليهم من كتب. وعلى النقيض من ذلك، تجد الكتاب المقدس للنصرانية –على سبيل المثال- يصف الأنبياء بالدموية والوحشية، وينسب إلى نبي الله داود –عليه السلام-، ارتكابه للزنا مع وصفٍ لأحداث تلك الفاحشة المنكرة بالتفصيل وبألفاظ نتعفّف عن ذكرها. كما نسبت النصرانية إلى نبي الله داود –عليه السلام-، أنه قد تسبّب بأساليب ماكرة شريرة في قتل أحد الأشخاص من أجل ممارسة الزنا مع زوجته، كما نسبت له أيضًا، أنه كان يرقص عاريًا. ونسبت النصرانية إلى نبي الله سليمان –عليه السلام- أنه عَبَدَ آلهة أخرى في آخر حياته. إلى غير ذلك مما قد نسبته النصرانية إلى أنبياء الله ورسله، من افتراءات وأكاذيب. وبشكل عام، فإن اللغة المستخدمة في الأناجيل لغة بغيضة إلى النفس، لغة الدرك الأسفل من حضارة المدن، حيث لا يمكن لعقل رشيد أن يتقبلها على أنها وحي من عند الله عزّ وجلّ.

أما اليهودية، فلم تكتفِ بتكذيب نبوة عيسى –عليه السلام-، بل زعمت بأنه ابن زنا، وُلِد بُغية، ونسبت أمه مريم –عليها السلام- إلى الفجور، وإلى غير ذلك من الافتراءات. ومن هنا يمكنك أن ترى صورة متناقضة تمامًا لنبي اللَّه عيسى –عليه السلام- في الديانتين اليهودية والنصرانية، حيث أنزله اليهود إلى حضيض الجُناة، ورفعه النصارى إلى مقام الألوهية، وكلاهما على باطل.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .