أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة السادسة والسبعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة السادسة والسبعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط :

التدين بما يوافق هوى النفس :                                                                                          ثم إن بعض الطبائع عجيبة تلتزم بأمور من الدين، وتعرض عن أمور، فربما من جهة إعفاء اللحية لا يوجد مقاومة هوى، فهو مستعد أن يقوم بذلك، ولكن في قضايا تتعلق بالنظرة المحرمة غير مستعد للقيام بذلك، التورع عن الخمر عند بعض الناس قوي أنه ما يمكن يشرب خمر، لكن في قضية أكل أموال الناس لا يتورع عن ذلك، فالعجب يتورع عن شيء ولا يتورع عن آخر، الدين جاء بمنع هذا ومنع هذا، فلماذا فرقت بينهما؟ لأن هذا ليس مخالفاً لهواك، أنت ما عندك مانع أن تمتثل به، لكن الآخر مخالف لهواك، ولذلك لا تمتثلوا له، ولذلك لا تمتثلوا بالنهي الذي ورد فيه.

قال ابن القيم رحمه الله: "ولهذا تجد الرجل يتورع عن القطرة من الخمر،

أو من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة، ولكنه يطلق لسانه

في الغيبة والنميمة في أعراض الخلق، كما يحكى أن رجلاً خلا بامرأة أجنبية، فلما أراد مواقعتها، قال: يا هذه غطي وجهك، فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام".

قال ابن الجوزي -رحمه الله-: فإن الإنسان لو ضرب بالسياط ما أفطر في رمضان عادة قد استمرت، ويأخذ أعراض الناس وأموالهم عادة غالبة".

فأين هؤلاء من قوله تعالى: { وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ

يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ [سورة الأنعام:120]، فنهى الله عباده عن اقتراف الإثم الظاهر والباطن، يعني في السر والعلانية، سواء متعلق بالقلب مثل سوء الظن، أو بالجوارح مثل الاعتداء والبغي.

وكذلك فإن الظاهر، والباطن، والجوهر، والمخبر متلازمان، وإذا صح هذا صح هذا، ولا بد أن القلب إذا كان صحيحاً ينعكس ذلك ويظهر على الجوارح، وقد يظهر بعض الناس مجاملة أو مسايرة لمن معه بمظهر

إسلامي، ولكن إذا خلا بمحارم الله انتهكها.

ولما جاءت إلينا طلائع الغزو الإباحي في الموجات، والشاشات، والأجهزة، والجوالات، والرسائل الإلكترونية، والمخزنات، والمنقولات، والمنسوخات، والمرسلات، صار هنالك تخريب داخلي في قضية الاستسلام للشهوات، ولذلك لا بد من مقاومة داعي الهوى، لأعلمن أقواماً من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاً، فيجعلها الله  هباء منثوراً، قال ثوبان يا رسول الله: صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم، ونحن لا نعلم، قال: أما إنهم إخوانكم،ومن جلدتكم، ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .