أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الرابعة والسبعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الرابعة والسبعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:الدين ليس مظهراً فقط :ظاهرة التدين الشكلي: وتجد عند الناس في هذا إفراط وتفريط:

فمنهم من يعامل الخالق في بيته معاملة حسنة، لكن إذا خرج إلى الخلق عاملهم معاملة سيئة.

ومنهم من يتعامل مع الناس معاملة حسنة، لكنه في غاية السوء في معاملته مع ربه؛ لأنه مضيع، فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ [سورة مريم:59]، فهو في العمل جيد، وفي الدراسة جيد، وفي المعاملة مع الناس جيد، لكن في المعاملة مع الله في صلاة الفجر والعصر ليس بجيد، ونحن نرى مواسم حماس لبعض الطاعات في الصيام، والتراويح، وعمرة رمضان، لكن النفس الطويل في ممارسة العبادة مما ينقص.

وبعض الناس عنده محافظة على الصف الأول، لكنه لا يخلص في عمله، ولا يكون أميناً في معاملته.

وبعضهم يحج ويتقاضى رشوة، يصوم فرضاً وتطوعاً وعنده معاملات ربوية، ربما يتدين بحضور بعض مجالس الذكر لكن هنالك تقصير كبير في قضية العقود مع الخلق، والعهود معهم.

وبعضهم ربما يحن إلى سبحة يحركها في يده، ويعالج بها شيئاً في نفسه من شعار يحس به بالانتماء لهذا الدين، لكن في الحقيقة كم مرة يسبح بها؟ وكم مرة يذكر بها؟

إن الحرص على هداية الناس بالإضافة إلى الالتزام الشخصي بالدين أمر مهم جداً؛ لأن هذا من طبيعة هذا الدين، ولكن عندما ندعو إليه يجب أن ندعو إليه بالشمولية التي جاء بها؛ لأن بعضهم قد يكتفي من الشخص إذا دعاه أن يلتزم بالشعائر الظاهرة، أو ببعض المظاهر من الدين، لكن في قلب الآخر المدعو لم يحدث تغيير جذري، وهذا المدعو قد يوافق الداعية طوعاً، أو كرهاً، محبة، عاطفة، ميلاً، تشبهاً بإعجاب، لكن التغيير الحقيقي هو أن يضاف إلى هذا التغيير الشكلي، الجيد، الممتاز، الحسن، الموافق للسنة، الذي يجب أن نحرص عليه أن يضاف إلى ذلك التغيير للقلب، إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ [سورة الرعد:11].

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .