أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتــــــــــــــــــه الحلقـــــــــــــــة الواحدة والسبعون في موضــــــــــــــــــوع الديان

نبذة عن الصوت

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه

الحلقة الواحدة والسبعون في موضوع (الديّان) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:*الدين ليس مظهراً فقط : الشمولية في الإسلام :

والشمولية في هذا الدين واضحة، قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [سورة الأنعام:162]، ومن تمسك بالدين بشعبه الظاهرة والباطنة، فهو المتدين الحقيقي، هذا الملتزم المستقيم، يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً [سورة البقرة:208]، جميع الأعمال ووجوه البر.

لما عرف العلماء العبادة، ماذا قال قائلهم: "اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة "، مجموع فتاوى شيخ الإسلام[3]. حديث جبريل يدل على ذلك، فقد جاءهم ليعلمهم دينهم.

قال الحافظ ابن رجب -رحمه الله-: "فأما الإسلام فقد فسره النبي ﷺ بأعمال الجوارح الظاهرة من القول والعمل، فجميع الواجبات الظاهرة

داخلة في مسمى الإسلام، صلاة، حج".                             وأما الإيمان فقد فسره النبي ﷺ في حديث جبريل بالاعتقادات

الباطنة، فقال: أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، والبعث بعد الموت، وتؤمن بالقدر خيره وشره"، هذا هو التدين الحقيقي ظاهر وباطن، جوهر ومخبر، اعتقاد وسلوك، قول وعمل. وإذا بحثت عن التقي وجدته رجلاً يصدق قوله بفعالي

أنواع الناس في التدين :

ولكن إذا وجدت من يأخذ الدين جزءاً، ويعمل به جانباً، فمنهم من يتدين بعاطفة، ومنهم من يتدين بظاهر وشكل، ومنهم من يتدين

تديناً قلبياً بزعمه، ومنهم من يستغل الدين للوصول إلى مآرب ومصالح خاصة.

فمن الناس التدين عندهم جانب معرفي، أنه يعرف، يقول: أنا أعرف الله، أنا أعرف الدين، أنا أعرف الأحكام فقط، أنا مقتنع بعقلي، وربما لا يمارس شيئاً، والمعرض عن دين الله بالكلية لا يقوم بعمل أبداً، هذا صاحب كفر الإعراض؛ لأن قضية الإطلاع على الإسلام، ومعرفة الإسلام يقوم بها كثير من الكفار والمستشرقين، يعرفون الإسلام، يطلعون على الإسلام، يقرءون عن الإسلام، وربما عرف بعضهم عن الدين أكثر مما يعرف بعض المسلمين، لكن الممارسة في العمل، آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ [سورة البقرة:25].

وبعض الذين يزعمون التدين يكون له نصيب منه في شيء من عمل القلب، ولكن لا يظهر بعد ذلك في سلوكه، ولا في حياته اليومية.

وقد جاء عن عمرأنه قال على المنبر: "إن أخوف ما أخاف عليكم المنافق العليم.

إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .